Thursday, January 21, 2010

ذات يوماً صحواً مشرقاً

كان اليوم يبدو صحواً مشرقاً و كانت المجموعة ذاتها هناك في ذلك المكان المعهود لهم في احدى جنبات جنينة الكلية . كانت هناك الهمسات نفسها ، الضحكات ذاتها ، الكلمات بعينها ، حتى هلت . كانت هي الشمس المشرقة ذات النور السهاري الذي يرشد في ظلمات ليل شعرها المنساب . أتت كالعادة بروح الأطفال التي تستحوذ عليها و تجعلها تتفوق على جمالها بجمال آخر ذي طابع خاص . كان البدر أكثر اشراقاً اليوم في ضحكته أكثر من أي يوم ذي قبل و هذا طبيعي فقد كان اليوم صحواً مشرقاً . أتت و سلمت على المجموعة برقتها المعهودة بتلك اليد التي تخشى التهشم من أي يد غاشمة فتكتفي أن تترك نفحة من بركتها على أيدي أعضاء المجموعة . بعد السلامات و التحية ، فوجئوا بسانتا الجميل الصغير يخرج من حقيبته مجموعة من الكروت و حينها دق ناقوس الخطر . "و دي تبقى أيه الحاجات الحلوة دي ؟ " هكذا قال ذو العوينات
نظرت له و هي تستكمل إخراج ال... " لأ دي تبقى دعاوي"
" عيد ميلاد بقى و الدلع الأزلي ده ؟ مش كبرنا بقى على الحاجات دي ؟"
هكذا قال الطويل مما جعلها تنظر له نظرة العتاب القاتلة
" لأ ، وعشان تتأكد إن الموضوع مش لعب عيال ، دي تبقى دعاوي ... خطوبتي "
و كان ذلك هو الوقت الذي نظروا فيه إلى الصامت على الرغم من إنه لم يقم بتغيير حالته
لم تحزن هي من عدم استحوازها على اهتمامهم فقد شاركتهم النظرة و رأت وجه جميل المحيا مبتسماً ، فقد كان اليوم صحواً مشرقاً ، يقول لها بفم لا يتحرك إلا نادراً :" مبروك "
لم يستغرق كل هذا بما تتبعه من أحضان الفتيات لها و سلامات الفتيان المملوءة رجولة أكثر من دقيقة ، أما الدقيقة التالية فقد مضت في اختراع أذون كفيلة بأن تبعدهم عن الساحة لكي يمضوا و لا يتبقى إلاهما - الصامت و البدر .
ظلت ناظرة إلى نقطة ما بعيدة ، حاولت أن تهرب بالتأمل في الشمس التي كانت جميلة في ذاك اليوم
فقد كان اليوم صحواً مشرقاً
إلا إنها سمعت صوته يأتي قوياً من الأرض ليقطع حبل أفكار البدر :" بتحبيه؟"
نظرت له و قالت له بتحدي كان لها قبل أن يكون له :"أيوة "ثم لم تلبث أن أنهارت عندما رأت العينين القوية و الابتسامة الحزينة فعادت تنظر بعيداً مخفية لمعان الدموع الذي يبدأ يظهر في العينين.
-"أنا آسفة بس أنا مضطرة أمشي" و مضت دون أن تنتظر منه إذن
ابتعدت لمترين و كانت تلك هي اللحظة التي شعرت بالكيان يقف من وراءها بعد أن كان جالساً . فجأة ، عادت مندفعة و ألقت بنفسها بين ذراعيه باكية :" أنا آسفة "و سقطت من اليدين التي تحيطان بكتفيه دعوة على الأرض إلا إنها تركته بالسرعة التي عادت بها له سواء في سرعة الوقت أو في سرعة اندفاعها.
ظل واقفاً يرقبها في تأمل . كانت صورتها تلعب في عينيه نظراً لغيمة سحابة أمطار الدموع التي بدأت تهطل على انعكاسها في نظره .لم يعد نور اليوم الصحو المشرق يساعد عينيه على الرؤية بل ساعد الأمطار على حجب الرؤية تماماً . سرعان ما عادوا الرجال و احاطوه معضدين أياه أما هو فبكل بثبات انحنى ليلتقط الدعوة الساقطة تحت قدميه و ابتسم لأصدقائه و قال "عقبالنا يا شباب" و احتضنهم بقوة بعد أن ألقى بالدعوة لأعلى لكي تلاعب نور الشمس معلنين سوياً إن اليوم مازال صحواً مشرقاً .