Tuesday, November 25, 2008

الرقصة الأخيرة


لماذا تطيلين النظر فيا هكذا ؟
أعلم إنك تتساءلين بالطبع في داخلك لماذا لم أشارك أصدقائنا و أقوم للرقص مثلما فعلوا ؟ ماذا أفعل و تلك التي أريد أن أرقص معها ترفض في المعتاد ذلك ؟ ابتسمي ابتسمي فذلك ما تستطيعين أن تفعليه في المعتاد . أما أراه الآن من ايماءة للرأس تعبر عن موافقة أم إنني أهذي ؟ لا أستطيع الآن أن أصف لك مدى شعوري بالفرح . دعيني اصطحبك يا أميرتي إلى هناك حيث يرقصون . أتستطعين أن تلمحي نظرات أصدقائنا المندهشة لنا ؟ بالطبع لا فليست الجوهرة هي من تستطيع أن ترى عيون السارقين بل من يمسكها بين يديه هو من يستطيع أن يفعل . أتعلمين ؟ لقد كنت أحب تلك السيمفونية فيما مضى أما الآن فأنا أعشقها لكنني أكتشفت بها أيضاً عيباً جوهرياً فهي ليست دائمة لكن لماذا نزعج عقولنا بتلك الأمور التافهة ؟
دعينا نرقص ، نرقص فحسب .
لماذا تنظرين إلى ناحية أخرى ؟ أنت تعلمين إنني أحب أن أرى وجهك الخجول فلا تحرميني منه . حقاً ، إن الرقص لأمر مقدس . فقط أنت ، أنا و لا أحد غيرنا يتحكم بنا أو يحكر علينا تصرفاتنا .
لماذا تطيلين النظر فيا هكذا ؟
و كأنني لا أستطيع أن أعرف ما يدور بذهنك من عينك . أحقاً مازال يدهشك كلامي ؟ ربما لا تشعرين بما يحدث الآن . لقد أصبحنا المركز و الكل يرقص حولنا . أحقاً لا تستطيعي أن تجدي له تفسير حتى الآن ؟ ألم تسمعي عن هذا الذي يُدعى الحب ؟
ذلك الشعور الذي يعلمنا لغة جديدة تُدعى لغة العيون .
إنه أكثر المشاعر أنانية لأنه يريد أن يرى مثيلة بالمقابل .
إنه أكثر المشاعر تضحية لأنه يبذل كل ما يستطيع لاسعاد من أمامه حتى لو كان على حساب نفسه
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك ترى من تحبه أجمل شخص في الكون و لا تستطيع بعده أن ترى أحداً
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك تتنبأ بما سيفعله حبيبك .
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك تلتمس العذر لمن تحبه مهما كان خطأه .
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك تعود مهما بعدت .
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك تأمر و تطيع .
إنه ذلك الشعور الذي يبثك السعادة لمجرد رؤياك شخص .
نعم ، إنني أحبك فما رأيك الآن ؟ أعلم إنك ستدمعين مثلما تفعلين الآن . أعلم تماماً إنك لست متأكدة من مشاعرك نحوي لكنني أحبك ببساطة و لكي القبول و الرفض . إن حبي لكي بين الأنانية و التضحية الآن ، بين الغيرة و العذاب و كنت أتحمل في البداية لأنني مع بداية حبي لكي ، كنت أظنها شمعة ستنطفيء مع العواصف و حدث العكس ، أخذ حبي لكي يتزايد و سقطت الشمعة على الأرضية و أشعلت فيا حتى صار الحب الذي أحمله أكبر مني لذلك لم أستطع أن أنفذ ما كنت أعتزم عليه و هو الكتمان و النسيان . أنا آسف يا أميرتي لأنني السبب في تلك الدموع .
أنا أعلم إنها قد تكون المحاورة الأخيرة .
إنها قد تكون الرقصة الأخيرة
لكن عندما تتأكدي سأكون هناك منتظراً . لا تقلقي ، إن تلك السيمفونية ليست دائمة ، أتتذكري ؟ حتي تنتهي و تتأكدي
دعينا نرقص ، نرقص فحسب .

Sunday, November 9, 2008

لو معندكش منه خلي عندك ريحته


بدا ذلك اليوم بداية طبيعية للغاية كمثيله من الأيام ، الاستيقاظ مبكراً ، الذهاب للكلية ، حضور المحاضرات المملة أياها و... و ..... إلى آخره . في فترة الراحة ، لفت نظري أنا و أصدقائي عرض لسيارة سبرانزا في كليتنا . لم تكن السيارة هي التي لفتت نظرنا و لا الموقف نفسه و هو أن يتم عرض سيارة في كليتنا بقادر على لفت نظرنا و لكن ما لفت نظرنا أمر أبسط من هذا كله و هي تلك الفتاة التي كانت واقفة هناك و مسئولة عن الأمر كله و هذا لسبب في غاية البساطة و هو أن الفتاة نفسها ملفتة و أعلم إن هناك بعض القراء الأوغاد يفهمون ما أرمي إليه . عزيزي القاريء ، إن كنت وغداً لا تتحامل على نفسك فكلنا -الرجال- أوغاد . فجأة ، و بعد التلمحيات المزدوجة المعاني بيني و بين أصدقائي ، رأينا إحدى تلك السيارات الطبية مكتوب عليها على حسب ما أتذكر " قطرة الدم مهمة " أو ما شابه . ما أرمي إليه إن تلك السيارة أحدى السيارات التي يتم فيها التبرع بالدم . كنا ثلاثة فتحمس واحد منا و تقدم و سار في الاجراءات و لما رآه التاني بدأ يشاور عقله و يسير بجانبه في اجراءاته . نديت على الثاني :" أنت رايح فين يا عم ؟ " فوجدت الأول يرد :" سيبه يا عم يشوف يمكن يتبرع ما هو مش واطي زيك " فوجدت نفسي أقول :" ماشي يا عاليين ، شوفوا حالكم و أنا مستنيكم هنا " و اخترت أحد الأماكن و جلست . بدأت أشعر بالملل فاطلقت لتفكيري العنان و يا ليتني ما أطلقته . سمعت قصة ذات مرة عن راهب رأى سيارة حاملة لأطنان من الخيار و كانت تسير فسقطت من الأطنان خيارة واحدة فأكلها ثم شعر بالندم و عاش حياته كلها يتوب عن تلك الخطية و كان بالكوميديا الكافية -من روى علينا القصة -أن يسألنا متى من الممكن أن نشعر لو كنا مكانه إذا كان ما فعلناه خطية أصلاً ؟ ثم ربطت تلك القصة بما يحدث الآن : هل أنا (واطي) فعلاً ؟ أعترف إنني أعشق في الأفلام تلك الأدوار الذي يكون فيها الرجل وغداً على مدار الفيلم كله ثم تظهر رجولته في النهاية كدور صاحب الضحكة الشهيرة "رشدي أباظة" في فيلم "في بيتنا رجل " بضم الجيم و من تلك القصتين استنبطت سؤال ما هو الموقف الذي سيجعلني أفكر فعلياً في أن أتبرع بدمي ؟ هل إذا رأيت أصدقائي يتبرعون ؟ أبداً فقد رأيت واحد من أصدقائي يتبرع هذا الصباح و ها هو الآخر و لم أتأثر و أخذت أفكر و أفكر إلى أن بدت بوادر الأمل حين فكرت في موقف معقد و هو أن يكون حدث خطب ما لشخص مقرب لي فذهب إلى المستشفى و ذهبت له ثم جاء أحد الأطباء ليسألني أن أتبرع لأن هناك عجزاً في الدم داخل المستشفى . ياللهول ، كارثة + عجز في الدم داخل مستشفى كاملة + شحاتة = حتى أبدأ أفكر في التبرع بدم . حقاً ، إن ذلك الوطن له حق أن يفرح بأبناءه الذي لا يفكر كل واحد فيهم في راحته و لو على حساب آخرين . تعجبني تلك الحملات الأعلانية التي تتكلم عن أن الخير في الشباب و احسبها صح التي تضع أمالاً كبيرة علينا نحن الشباب الذي نقضي وقتنا في أمور تافهة و السخط على ذلك الوطن و نتردد ألف مرة قبل أن نتخذ مواقف مهمة . أنا مقتنع تمام الاقتناع إن تلك البلدة متقدمة بعقول ابنائها و نامية بتصرفاتهم و موقف التبرع بالدم هذا عدل من وجهة نظري كثيراً . حتى يتقدم ذلك الوطن ، لا نحتاج فقط للاهتمام ، نحن نحتاج أكثر للإقدام . و حتى تنتهي القصة كما يجب ، انتبهت من تفكيري على صوت :" يللا بينا يا عم نمشي "
-" الله ؟ و أنت مش هتتبرع زي صاحبنا ؟ "
-" لا يا عم الموضوع طلع صعب أوي " ثم صمت قليلاً و هو يدور بعينيه في المكان :" أمال .... أمال فين سبيرانزا ؟ " و غمز لي
تأبطت ذراعه و أنا أقول بابتسامة ساخرة :" أيوة كده ، هو ده الكلام المظبوط ، دم أيه ؟ و كلام فارغ أيه ؟ هو أحنا عندنا دم أصلاً " و ضحكنا و نحن ذاهبين نحو مكان عرض السيارة و أنا أعلم تماماً إنني أنا و هو كنا نضحك على أسباب مختلفة تماماً *********