Thursday, December 11, 2008

أهلاً بالعيد


زي أي يوم ، أنزل النهاردة عشان أنزل و أخرج بمناسبة عيد الأضحى المبارك . نزلت من بيتنا و ركبت عربية واحد من صحابي و في العربية ييجي السؤال المنطقى ذو الاجابة الصعبة : يا ترى أيه هو المكان اللي ممكن نروحه ؟ جه في دماغنا على طول واحد من المولات الشهيرة عشان نروحه و فعلاً مفكرناش كتير . دارت العربية و طلعنا على هناك . وصلنا و نزلنا من العربية ، اتمشينا شوية و بنهزر لحد ما وصلنا للبوابة . جايين نخش راح واقف أدامنا واحد من السيكيوريتي بيقولنا : معلش يا جماعة مينفعش تخشوا . طب و بالنسبة للناس اللي لسه داخلين ؟ معلش أصل مش مسموح بالدخول غير للكابلز و العائلات . طب و إحنا ؟ معلش يا فندم ، إحنا آسفين . إحنا اتصدمنا ساعتها بس ضحكنا للصبح و إحنا راجعين للعربية . و كالعادة ، لازم أنا اتألق بقى و بعد لما اليوم يخلص آخد لي جمب و أفكر مع نفسي شوية :
أيه اللي حصل النهاردة ده ؟ ليه مدخلوناش ؟ موصلنيش دماغي غير لحل واحد . مدخلوناش عشان خايفين إننا نخش المول نعاكس . الكوميدي بقى في الموضوع هو الحل اللي ممكن حل بيه المشكلة دي . الحل ببساطة هو عشان أخش بقى لازم أظبط فصقفة معايا بقى للبلد . البلد اللي مشيت في يوم من الأيام على نظام و بتكمله في العيد ده ، نظام اسمه الانفتاح مع اختلاف المفهوم في المدتين . يمكن أنا معرفش أوي مفهوم الانفتاح اللي كان في أيام السادات لكن أنا فاهم كويس أوي الانفتاح اللي حصل النهاردة . تعالوا بقى لما أفهمكم النظام الجديد . من الآخر دي دعوة للشباب عشان التظبيط . تعالوا بقى زي ما فكرنا في الحل للدخول للمول ، نفكر في العواقب :
1- الشاب من دول لما يحب يخش المول ده و مش قادر هيفكر في الحل ده و هيبقى عارف كويس ساعتها إنه و لا واحدة ترضى بيه عشان مفلس فهيشتغل و ده هدف نبيل و لو الشاب ده صايع هيعرف يتصرف :)
2- مستوى الشحاتة هيرتقي و بدل لما يتقال : حسنة قليلة تمنع بلاوي كتير ، هتبقى : لو سمحت ممكن تدخليني عند الباب و بعدين نسيب بعض جوا
3- البنت من دول مش لازم توصل بيتها عشان تترحم من اللي بيعاكسوها فعندها دلوقتي كمان بعد الكنيسة أو الجامع مول تتحامى فيه و بكده بقى المول في حالة تقديس
4- البطاقة مش كافية لاثبات الشخصية ، لازم يبقى معاك (أنت فاهم مين) عشان تثبت شخصيتك
أخيراً يتبقى سؤال : هو الكلام ده هيبقى في العيد بس و لا دايماً ؟ في كل الحالات أهلاً بالمفهوم الجديد ، أهلاً بالانفتاح و أهلاً أهلاً بالعيد .

Tuesday, November 25, 2008

الرقصة الأخيرة


لماذا تطيلين النظر فيا هكذا ؟
أعلم إنك تتساءلين بالطبع في داخلك لماذا لم أشارك أصدقائنا و أقوم للرقص مثلما فعلوا ؟ ماذا أفعل و تلك التي أريد أن أرقص معها ترفض في المعتاد ذلك ؟ ابتسمي ابتسمي فذلك ما تستطيعين أن تفعليه في المعتاد . أما أراه الآن من ايماءة للرأس تعبر عن موافقة أم إنني أهذي ؟ لا أستطيع الآن أن أصف لك مدى شعوري بالفرح . دعيني اصطحبك يا أميرتي إلى هناك حيث يرقصون . أتستطعين أن تلمحي نظرات أصدقائنا المندهشة لنا ؟ بالطبع لا فليست الجوهرة هي من تستطيع أن ترى عيون السارقين بل من يمسكها بين يديه هو من يستطيع أن يفعل . أتعلمين ؟ لقد كنت أحب تلك السيمفونية فيما مضى أما الآن فأنا أعشقها لكنني أكتشفت بها أيضاً عيباً جوهرياً فهي ليست دائمة لكن لماذا نزعج عقولنا بتلك الأمور التافهة ؟
دعينا نرقص ، نرقص فحسب .
لماذا تنظرين إلى ناحية أخرى ؟ أنت تعلمين إنني أحب أن أرى وجهك الخجول فلا تحرميني منه . حقاً ، إن الرقص لأمر مقدس . فقط أنت ، أنا و لا أحد غيرنا يتحكم بنا أو يحكر علينا تصرفاتنا .
لماذا تطيلين النظر فيا هكذا ؟
و كأنني لا أستطيع أن أعرف ما يدور بذهنك من عينك . أحقاً مازال يدهشك كلامي ؟ ربما لا تشعرين بما يحدث الآن . لقد أصبحنا المركز و الكل يرقص حولنا . أحقاً لا تستطيعي أن تجدي له تفسير حتى الآن ؟ ألم تسمعي عن هذا الذي يُدعى الحب ؟
ذلك الشعور الذي يعلمنا لغة جديدة تُدعى لغة العيون .
إنه أكثر المشاعر أنانية لأنه يريد أن يرى مثيلة بالمقابل .
إنه أكثر المشاعر تضحية لأنه يبذل كل ما يستطيع لاسعاد من أمامه حتى لو كان على حساب نفسه
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك ترى من تحبه أجمل شخص في الكون و لا تستطيع بعده أن ترى أحداً
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك تتنبأ بما سيفعله حبيبك .
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك تلتمس العذر لمن تحبه مهما كان خطأه .
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك تعود مهما بعدت .
إنه ذلك الشعور الذي يجعلك تأمر و تطيع .
إنه ذلك الشعور الذي يبثك السعادة لمجرد رؤياك شخص .
نعم ، إنني أحبك فما رأيك الآن ؟ أعلم إنك ستدمعين مثلما تفعلين الآن . أعلم تماماً إنك لست متأكدة من مشاعرك نحوي لكنني أحبك ببساطة و لكي القبول و الرفض . إن حبي لكي بين الأنانية و التضحية الآن ، بين الغيرة و العذاب و كنت أتحمل في البداية لأنني مع بداية حبي لكي ، كنت أظنها شمعة ستنطفيء مع العواصف و حدث العكس ، أخذ حبي لكي يتزايد و سقطت الشمعة على الأرضية و أشعلت فيا حتى صار الحب الذي أحمله أكبر مني لذلك لم أستطع أن أنفذ ما كنت أعتزم عليه و هو الكتمان و النسيان . أنا آسف يا أميرتي لأنني السبب في تلك الدموع .
أنا أعلم إنها قد تكون المحاورة الأخيرة .
إنها قد تكون الرقصة الأخيرة
لكن عندما تتأكدي سأكون هناك منتظراً . لا تقلقي ، إن تلك السيمفونية ليست دائمة ، أتتذكري ؟ حتي تنتهي و تتأكدي
دعينا نرقص ، نرقص فحسب .

Sunday, November 9, 2008

لو معندكش منه خلي عندك ريحته


بدا ذلك اليوم بداية طبيعية للغاية كمثيله من الأيام ، الاستيقاظ مبكراً ، الذهاب للكلية ، حضور المحاضرات المملة أياها و... و ..... إلى آخره . في فترة الراحة ، لفت نظري أنا و أصدقائي عرض لسيارة سبرانزا في كليتنا . لم تكن السيارة هي التي لفتت نظرنا و لا الموقف نفسه و هو أن يتم عرض سيارة في كليتنا بقادر على لفت نظرنا و لكن ما لفت نظرنا أمر أبسط من هذا كله و هي تلك الفتاة التي كانت واقفة هناك و مسئولة عن الأمر كله و هذا لسبب في غاية البساطة و هو أن الفتاة نفسها ملفتة و أعلم إن هناك بعض القراء الأوغاد يفهمون ما أرمي إليه . عزيزي القاريء ، إن كنت وغداً لا تتحامل على نفسك فكلنا -الرجال- أوغاد . فجأة ، و بعد التلمحيات المزدوجة المعاني بيني و بين أصدقائي ، رأينا إحدى تلك السيارات الطبية مكتوب عليها على حسب ما أتذكر " قطرة الدم مهمة " أو ما شابه . ما أرمي إليه إن تلك السيارة أحدى السيارات التي يتم فيها التبرع بالدم . كنا ثلاثة فتحمس واحد منا و تقدم و سار في الاجراءات و لما رآه التاني بدأ يشاور عقله و يسير بجانبه في اجراءاته . نديت على الثاني :" أنت رايح فين يا عم ؟ " فوجدت الأول يرد :" سيبه يا عم يشوف يمكن يتبرع ما هو مش واطي زيك " فوجدت نفسي أقول :" ماشي يا عاليين ، شوفوا حالكم و أنا مستنيكم هنا " و اخترت أحد الأماكن و جلست . بدأت أشعر بالملل فاطلقت لتفكيري العنان و يا ليتني ما أطلقته . سمعت قصة ذات مرة عن راهب رأى سيارة حاملة لأطنان من الخيار و كانت تسير فسقطت من الأطنان خيارة واحدة فأكلها ثم شعر بالندم و عاش حياته كلها يتوب عن تلك الخطية و كان بالكوميديا الكافية -من روى علينا القصة -أن يسألنا متى من الممكن أن نشعر لو كنا مكانه إذا كان ما فعلناه خطية أصلاً ؟ ثم ربطت تلك القصة بما يحدث الآن : هل أنا (واطي) فعلاً ؟ أعترف إنني أعشق في الأفلام تلك الأدوار الذي يكون فيها الرجل وغداً على مدار الفيلم كله ثم تظهر رجولته في النهاية كدور صاحب الضحكة الشهيرة "رشدي أباظة" في فيلم "في بيتنا رجل " بضم الجيم و من تلك القصتين استنبطت سؤال ما هو الموقف الذي سيجعلني أفكر فعلياً في أن أتبرع بدمي ؟ هل إذا رأيت أصدقائي يتبرعون ؟ أبداً فقد رأيت واحد من أصدقائي يتبرع هذا الصباح و ها هو الآخر و لم أتأثر و أخذت أفكر و أفكر إلى أن بدت بوادر الأمل حين فكرت في موقف معقد و هو أن يكون حدث خطب ما لشخص مقرب لي فذهب إلى المستشفى و ذهبت له ثم جاء أحد الأطباء ليسألني أن أتبرع لأن هناك عجزاً في الدم داخل المستشفى . ياللهول ، كارثة + عجز في الدم داخل مستشفى كاملة + شحاتة = حتى أبدأ أفكر في التبرع بدم . حقاً ، إن ذلك الوطن له حق أن يفرح بأبناءه الذي لا يفكر كل واحد فيهم في راحته و لو على حساب آخرين . تعجبني تلك الحملات الأعلانية التي تتكلم عن أن الخير في الشباب و احسبها صح التي تضع أمالاً كبيرة علينا نحن الشباب الذي نقضي وقتنا في أمور تافهة و السخط على ذلك الوطن و نتردد ألف مرة قبل أن نتخذ مواقف مهمة . أنا مقتنع تمام الاقتناع إن تلك البلدة متقدمة بعقول ابنائها و نامية بتصرفاتهم و موقف التبرع بالدم هذا عدل من وجهة نظري كثيراً . حتى يتقدم ذلك الوطن ، لا نحتاج فقط للاهتمام ، نحن نحتاج أكثر للإقدام . و حتى تنتهي القصة كما يجب ، انتبهت من تفكيري على صوت :" يللا بينا يا عم نمشي "
-" الله ؟ و أنت مش هتتبرع زي صاحبنا ؟ "
-" لا يا عم الموضوع طلع صعب أوي " ثم صمت قليلاً و هو يدور بعينيه في المكان :" أمال .... أمال فين سبيرانزا ؟ " و غمز لي
تأبطت ذراعه و أنا أقول بابتسامة ساخرة :" أيوة كده ، هو ده الكلام المظبوط ، دم أيه ؟ و كلام فارغ أيه ؟ هو أحنا عندنا دم أصلاً " و ضحكنا و نحن ذاهبين نحو مكان عرض السيارة و أنا أعلم تماماً إنني أنا و هو كنا نضحك على أسباب مختلفة تماماً *********

Monday, October 20, 2008

الطيب ، الشرس و القبيح

كان هناك جالساً في الكافيتريا على منضدة يبدو و كأنه منتظر أحدهم و يظهر هذا من تلفته المتتابع حوله و مراقبته لكل شخص يدخل من الباب . لقد اتصل به الوغد هذا الصباح ليحدد معه ميعاد في تلك الكافيتريا و ها هو قد جاء منتظراً له فهو يريد أن يصفي حساباته و يحيا حياة جديدة و هو يعلم جيداً إن مع هذا الوغد ، الأمر لن يكون سهلاً على الاطلاق لذا فقد حسب حساباته . قطع تفكيره أحدهم دخل تبدو عليه كل ملامح الثراء و الطيبة و الاحترام . سرعان ما جلس على المنضدة الموجودة خلفه و جلس على ذلك الكرسي حيث الظهر في ظهر كرسيه . بعد فترة ليست بطويلة ، بدأ المحترم له و دون أن ينظر له :" بصفة مبدئية ، أريد أن نتحدث دون أن تنظر لي مثلما لا أنظر لك لاحتمالية أن نكون مراقبين من قبل رجال الوغد " لم ينظر له و هو يسأل المحترم :" هل تحدثني ؟ "
-"نعم ، أحدثك ، ألم تبعث للرجل الكبير حتى تتخلص من سطوة هذا الوغد ؟"
-" نعم"
-" أنا مبعوث من قبل الرجل الكبير حتى نساعدك في التحرر من سطوته "
-" و لكن ذلك الوغد في غاية القوة "
-" أول درس : لا تهييء لنفسك جواً إن خصمك لا يُقهر فهو مثلك له ثغراته هو أيضاً"
-" أنا أشعر إنني عاجز أمامه و لا أستطيع قهره "
-" بل أنت تستطيع ، لديك القدرة و الموهبة لهذا "
-" كيف ؟ "
-" سنساعدك على هذا ، سوف نكون حولك في كل مكان و لكن إلى أن يحدث هذا ، أريدك أن تتذكر أمر واحد يا عزيزي ، قوة النينجا تكمن في تفرده و عزلته "
قالها المحترم و قام دون أن يمنحه فرصة للحديث و ذهب . جلس مشدوهاً لدقائق ثم ما لبث أن قال :" اللعنة "
انتظر دقائق أخرى ليجد الوغد يدخل من الباب و يجلس أمامه . نادى الوغد على النادل و طلب كأس من الويسكي ثم بدأ يتكلم :
-" ماذا تريد ؟ "
-" أنت تعلم جيداً ما أريد "
-" ابالفعل نتوي تركي و ترك العمل بعد كل ما قدمته لك ؟ "
-" كل ما قدمته لي ؟ لقد دمرتني "
-" امممم ، كنت تعلم هذا من البداية و على الرغم من هذا عملت معي "
-" أنت لم تخبرني بل أغريتني باشباع الشهوات و أنا وثقت بك "
-" كاذب ، كنت تعلم جيداً عواقب الطريق و جئت تجرب إلى أن تمل ثم تذهب "
-" فليكن ، أنا اكتفيت سوف أترك العمل و اذهب إلى الجحيم "
صمت الوغد قليلاَ ثم :" الم تسأل نفسك أبداً لماذا يلقبونني في السوق بالوغد ؟"
صمت هو و استمع إلى الوغد و هو يستكمل :" هذا لأنني لا أملك ما أخسره و لا أفعل شيء لمن أحبهم أمثالك و لكنني أجعل أمثالك يخسروا ما يملكوه ، تفهم بالطبع ما أقصد أو بمعنى أصح من أقصد ؟ " قفزت إلى مخيلته صورة كل من حبيبته الوحيدة و الأطفال الذي يربيهم تكفيراً عن ذنوبه القديمة " هائل ، أرى إنك فهمت ما أرمي عليه ، لا تخلط العمل بمجال عواطفك حتى لا أجعل عواطفك حافزاً للعمل " يضع يديه الآن خلف كفيه و هو يقول بانهزامية :" سوف تقتلهم ؟"
-" القتل أمر أحمق ، سوف استفيد منهم ، سوف أجعل من حبيبتك سلعة الكل يسعى لها و قد تكون أحد الزبائن و أما عن الأطفال سأجعلهم يبيعون مناديل في الطرقات و في كل الحالات سوف أكون أنا الكسبان " لم يستطع الرد " فكر في الأمر " كان قد أنهى الويسكي و طلب الحساب و دفعه و هم بالذهاب إلا إنه قال قبل أن يذهب :" بالمناسبة ، أنت لا تحتاج أن تقول لي أن أذهب إلى الجحيم ، أنا أذهب إلى هناك من تلقاء نفسي ، إنه بيتي " قالها و هو يضحك،يضع سيجارة في فمه ثم يذهب .
جلس يفكر طويلاً حتى اهتدى إلى حل : سوف يقتله . و لكنه يحتاج إلى قوة لكن كيف ؟
"قوة النينجا تكمن في تفرده و عزلته " "هذا لأنني لا أملك ما أخسره " قوة النينجا ؟ إذاً فالحل في أن يبعد عن من يحبهم لفترة حتى يبعدهم عن الساحة إلى أن يزيحه . لابد أن يعود لسيفه الذي تركه منذ فترة و يتدرب على يد الرجل الكبير . لابد أن يبعدهم عن الساحة إلى أن يقتله . لابد أن يقتله أو فليموت . لم تعد الحياة تسع لهما معاً .

Saturday, October 4, 2008

المجنون و الشيطان

كنت هناك و اقفاً عند ستار الهيكل أبكي في صمت . هذا هو كل ما أستطيع أن أفعله بعد أن هجرتني . كانت الكنيسة قد فرغت من الشعب . ما ذلك الصوت الذي أسمعه خلفي ؟ لم أنظر . لعله كاهن أو ما شابه . عدت بتركيزي إلى الصراخ لله لكني وجدت ظلاً يسقط على و يخيمني . إذاً ، هذا الشخص أتى من أجلي . وقف هناك لفترة و بدأ قبل أن أتكلم :" يا حرام " قالها بنبرة تحمل السخرية و الشفقة في الوقت ذاته . إنني أعلم أسلوب من هذا ، إنه أسلوب ال"نعم يا عزيزي ، إنه أنا ، أبليس"
تسمرت من الخوف . يقف الآن خلفي هذا التي أجمعت الديانات السماوية إنه عدو الإنسان الأول الذي يهدف إلى تحطيمه نظراً للغيرة التي يحملها له . " خائنة ، كيف توهمك إن الحب آت لا ريب ثم تهجر بك هكذا" كلامه مقنع للغاية . كان يعلم هذا و كان يعلم إنني أعلم إن كلامه مقنع . هو يعلم إنني أعلم لذا أستكمل دون أن يسمع مني رداً :" لطالما كنت تؤمن يا عزيزي إن الحبيب في حياة المحب بمثابة مخلص مثله مثل .... أنت تعلم من أقصد " تريد أن تقول المسيح ، هكذا رددت في ذهني . ما الذي يرمي إليه هذا الكائن أياً كان ؟ بدأت أتكلم دون أن ألتفت له و كان صوتي خافتاً و أنا مازلت ناظراً إلى ستار الهيكل :" و ها أنا أكتشف إنني كنت مخطئاً في فلفسفتي تلك فرغم ما فعلته بي ، مازلت أحبها " لم ينتظر أن أستكمل و طفق يقول :" و هذا يثبت لك إن فلفستك صحيحة " رأيت ابتسامته في جملته دون أن أنظر إليه " مثلها مثل المخلص العظيم " أتعجب " ماذا تقصد؟"
مازال على ابتسامته " إنني أترك هذا لخيالك الصخب " فهمت ما يقصد أخيراً . أغمض عيني و أبدأ أفعل ما أبرع فيه ، التخيل .
الزمان : الخميس ليلاً المكان : بستان جسثيماني
إنه يصلي هناك بصلاة غريبة :" يا أبي ، لابد أن تعبر عني هذة الكأس إنني لا أريدها "
يأتي الجنود بقيادة يهوذا و هو يترك تلاميذه يتعاركون مع الجنود حتى يهربون من أنفسهم و يتم القبض عليه .
اللعنة ، هناك شعور بارد يكتنفني لا أعلم من أين يأتي ؟
أأنت هو ملك اليهود ؟ يصمت و لا يتكلم
الزمان : الجمعة صباحاً المكان : قصر بيلاطس
إنني لست مذنباً و لم أقترف شيئاً ، هم من يحاولون تلفيق هذة التهم إلي
لن أصلب هذا الرجل . النتيجة : ثورة و يأخذونه من القصر عنوة و يصلبونه كأكبر عناد للسلطة
إذا كنت أنت المسيح ، أنزل من على الصليب . ببساطة شديدة ، ينزل من على الصليب و بعد فترة يعود إلى سماه ناظراَ لهم من فوق إنهم جميعهم لا يستحقونه .
أفتح عيني فجأة و أعود إلى أرض الواقع . إنه مازال هناك يبتسم . تلك المرة ، ابتسم أنا في مرارة . إنه ليس الوغد الوحيد هنا . تلك المرة ، أنظر له و أنا على ابتسامتي " أتعلم ؟ خيالي الخصب ليس ميزة كبيرة بالنسبة لك " يبدأ وجهه يتخذ ملامح الوجوم .
" المخلص الحقيقي يا عزيزي يحب من يخلصهم مهما بدت الظروف و هذا ما فعله المسيح . المخلص يأتي في الوقت المناسب و إلا لكان أتى من امرأة هابيل و كان قد كلم عمه عن محبة الأعداء ذلك الذي لم يستطع حتى أن يحب أخاه . على أسوأ الافتراضات ، إن لم يوجد وسيط ليكون هو بديل المخلص سيكون هو وقتها المخلص . حيلة رخيصة يا عزيزي " نظر إلي طويلاَ ثم أعطاني ظهره و رأيته و هو يمضي . أتعلم ؟ خيالي الخصب ليس ميزة كبيرة بالنسبة لك . أعود و أنظر مجدداً إليه ، إلى ستار الهيكل و لكن تلك المرة مبتسماً .

Friday, September 5, 2008

شوال الحكمة

كنت في سيارتي متخذ طريقي له ، إلى معلمي الذي طالما تعلمت منه الكثير . كنت ذاهباُ له لآخذ برأيه في أمر شغل بالي على مدار الأيام و الليالي الماضية . وصلت أمام بيته و نزلت من السيارة . دققت الجرس . فتح لي خادمه ، حييته و أنا أدخل في سرعة و ابتسم لي ابتسامة ذات مغزى فقد قرأ في عيني الحماسة لمعرفة أمر ما جديد . سبقته إلى الداخل عند المكتب فلم أكن غريباً على البيت . دققت على الباب في هدوء و فتحت الباب و دخلت . وجدته هناك يعطي ظهره للمكتب و الدخان يتصاعد من أمام وجهه الذي لا أراه . دون أن أتكلم ، دخلت و جلست على أحد الكرسيين المجاورين للمكتب . لا أعلم كم مضى من الوقت حتى بدأ بالكلام دون أن يلتفت :" أهلاَ"
-" إزاي حضرتك ؟ "
-" عايز أيه ؟ " لم اندهش كثيراً من هذة المعاملة الجافية فقد اعتدت عليها فسألت على الفور دون تردد :
-" الحكمة ، أنا عايز يبقى عندي الحكمة "
صمت قليلاً ثم التفت لي :" و جاي تسألني ليه ؟ "
-" عشان أنت استاذي و الحياة يا ما علمتك "
ابتسم و نظر لي كثيراً :" مغفل "
-" مغفل ؟؟؟"
-" طبعاً عشان سايب أشولة الحكمة و جاي تسأل واحد زيي فات عليه الوقت إنه يحل السؤال ده "
-" أشولة الحكمة ؟ هم كتير كده ؟ أنا مش طمعان في شوال و أبقى ممنون لو شفت جوينت خفبف كده من الحكمة"
-" تبقى مبتشوفش يا أستاذ " تعجبت فاستكمل :"الأشولة دي تتلاقى بالسهل أوي و مش أي حد باعتها ، ده اللي باعتها هو الكبير ، الكبير أوي "
-" أعذر غبائي و مللي بس ممكن أعرف : يعني أيه شوال الحكمة أو يبقى أيه ؟ "
-" شوال الحكمة يا سيد يبقى الطفل الصغير "
-" الطفل ؟ شوال حكمة ؟ تيجي إزاي دي ؟ "
وقف و نظر من النافذة :" طبعاً ، كلنا لازم نقعد نتفرج على الأطفال كده و إحنا ساكتين و نتعلم . الطفل كائن قادر على تسلية نفسه مهما كانت الظروف . ده لو اتفرجت عليه من بعيد لكن قرب منه كده و حاول تتعرف عليه . جايز ما يأمنلكش في الأول لكن لو عرفك هيحبك من غير حسابات و هيخليك تشاركه في ألعابه من غير الحسابات الغبية للمنافسة و الحقد ده غير إنه هيحكيلك كل حاجة حتى أتفه الحاجات عشان اللي في قلبه على لسانه . أحمل حاجة فية إنه مبياخدش تلقائيته حجة يتكلم فيها بوقاحة لكن اللي في قلبه النقي بينقله لسانه النقي . جايز أقصى صراع ممكن يعملهيبقى على لعبة زينا بالظبط كده إحنا الكبار اللي بنتحارب على أراضي بس الفرق بيننا و بينه إنه لو ما أخدش اللي عايزه ممكن يستسلم و كل اللي بيعمله إنه يعيط شوية و ده حقه عشان ميتكبتش و بعدين بعد ما يحصل اللي يحصل الطفل بيبقى محترف في استخدام نعمة من احلى النعم اللي ربنا أداهالنا ، نعمة النسيان . الطفل بينسى بسرعة عشان كده تلاقيه بيسامح بسرعة ده لو كان زعل أصلاً يعني . المهم بعد كل ده بنتريء على الطفل و سذاجته و إحنا مش عارفين مين الساذج الحقيقي و بغبائنا بننقل له كل اللي نقدر إننا ننقلهوله عشان يكبر و يبقى غبي زينا . بنقتل براءته و إحنا فاكرين إن اللي الطفل فيه ده جهل و بنبقى عايزين ننقله حكمة على أساس إن الحكمة بتساوي وعي فقط مش عارفين إن فيه حسابات تانية للحكمة زي حب الغير . بص مثلاً على السيجارة اللي أنا بشربها ، أديني أنا واعي بها ، هل معنى كده إن أنا حكيم زماني ؟ كلام فاضي . ياريت نتعلم من الأطفال بدل ما نعلمهم " قال هذا ثم عاد إلى جلسته الأولى . فهمت هكذا إنه يريدني أن أذهب . خرجت مصدوماً إلا إنني تعلمت ، تعلمت إننا نشبه هؤلاء اللذين ما أن يجدوا صندوق فيه كنز نقلب محتويات الصندوق و نستخدم الصندوق في تخزين الفحم . يا ليت كلٍ منا يبحث عن أقرب شوال حكمة له و يذهب لينهل منه

Tuesday, September 2, 2008

باتمان و لا بابا يسوع ؟ -الجزء الثالت و الأخير

كان يتجول بسيارته في أنحاء المدينة . لم يستطع أن يجلس مطمئنا في فيلته بعد أن عرف إن الجوكر حر طليق فمن الممكن أن يقدم على أي فعل إجرامي فأثر أن ينزل و يدور لعله يجد الجوكر هنا أو هناك . لما فقد الأمل ، أتخذ طريقه عائدا إلى الكهف الموجود أسفل فيلته . قرب الكهف ، سمع صوت خادمه يتحدث من مذياع سيارته كالمعتاد و سأله :
-" سيد (بروس) ، لقيت حاجة ؟ "
-"لأ يا (الفريد) و دي حاجة هتجنني ، طالما معملش حاجة طب هرب ليه ؟ "
-" طب فيه حد عايز يكلمك هنا ؟ "
-" حد ؟ حد مين ؟ "
-" أنا يا باتي هاهاهاها "
سمع باتمان هذا الصوت من خلال المذياع . إنه يعلم تماما من هو صاحب تلك الضحكة :" جوكر "
-" بالظبط يا باتمان ، دلوقتي أديني عملت حاجة ، ارتحت ؟ "
-" إزاي عرفت شخصيتي ؟"
-" صديق مشترك هاهاها و بعدين عيب يا أخي لما نبقى ألد الأعداء كده و تكون مخبي عليا سر زي دة هاهاها "
-" عايز أيه يا جوكر ؟ "
-" بص ، دلوقتي ، خادمك عزيزك بين أيديا ، ممكن أنسف راسه في أي وقت ، مش هيسعفه مني غير حاجة واحدة "
-" و هي ؟ "
-" تسمع الكلام ، أول حاجة عايزها منك دلوقتي ، تركن عربية دافنشي اللي أنت راكبها دي جمب الكهف و تيجي هنا مشي ، أنا مستنيك " و أغلق الجوكر الاتصال . ركن باتمان سيارته ، نزل منها و دخل الكهف سائرا حتى وجده في النهاية ، وجد الجوكر ممسكا بألفريد و يصوب نحوه المسدس . بدأ الجوكر :" خفاش كويس "
ظل باتمان على ثباته و هو يقول :" أديني جيت ، سيبه بقى يا جوكر "
-" هاهاها ، أسيبه ؟ هاهاها ده (ألفريد ) ده هو أهم واحد في اللعبة اللي إحنا واقفين فيها ، مش كده و لا أيه با (ألفي) ؟ هاهاها "
-" أنت عايز إيه بالظبط يا (جوكر) ؟ "
-" بص يا باتمان ، جايز أنا و أنت أعداء بس فينا صفات كتيرة مشتركة ، أنا عارف إن أنت زيي مش مقتنع بالنظام الجديد اللي المدينة ماشية بيه عشان هو نظام ضعيف و أنا متفق معاك يا باتمان "
-" أنت غلطان ، أنا مقتنع بالنظام ده جدا ، ده عدل ناس كتير و بيقتلع الجريمة من جوثام "
-" أنت كداب " قالها الجوكر صارخا ثم استكمل :" لو كنت مقتنع إنه نظام قوي مكنتش فضلت في ازدواجيتك المعتادة . تقدر تقوللي لو كان حد غيري عرف إن باتمان حامي حمى المدينة هو المليونير المستهتر الشريب (بروس وين) كان إيه اللي هيحصل ؟ كانت قدوة ناس كتير هتنهار بس أنت مولعتش في ازدواجيتك رغم إن النظام الجديد بيدعو لكده ده غير إنك لسه مستخبي ورا ماسك الخفاش ده عشان ده الرمز اللي بتخوف بيه أعداءك و ده معناه إنك لسه مؤمن بالخوف و فعاليته و الكلام الكتير عن السلام و الدفء بالنسبة لك هباء . أنت مش مؤمن إن الله ممكن يردعني و ده اللي خلاك أول لما عرفت إنني هربت إنك تلبس زيك المشهور و تنزل تدور عليا عشان تردعني بالقوة المادية .... "
-" كفاية ، كفاية "هكذا قاطعه باتمان و قد بدأ يهتز إلا إنه تدارك ثباته و نظر إلى الجوكر في تحدي:"و أدي الماسك " و خلع قناعه و ألقى به على الأرض و داس عليه . ارتجفت شفتا الجوكر للحظة ثم ابتسم :" كده ؟ طب يللا نلعب لعبتنا بقى ، لعبة بتعتمد على الاختيارات . أنبيا كتير ظهروا في عهودهم و كانوا بيدافعوا عن حقوق الناس بس الشخص اللي الناس بتألهه ده اللي اسمه يسوع قال إن من أحب أبا أو أما أكتر مني فلا يحبني فما بالك لو حبيت خدامك أكتر منه ناوي تبقى أنهي عينة بقى ؟ " و أبعد ألفريد قليلا عنه و جعله أمامه و هو يصوب نحوه المسدس :" و دلوقتي يا باتمان ، اللعبة كالآتي ، جمبك فيه مسدس ، خده و اقتلني أو اقتل خدامك يا قديس "
بدأت عينا بروس تدمع :" ليه يا جوكر ؟ "
-" أنا إنسان مؤمن بالفوضوية و إن كل انسان جواه مسخ مبيظهرش غير تحت ضغط فجالي نظام يمحي الفوضى دي و مش كفاية كدة ، ده كمان مؤمن إن الانسان أصله قديس و إن فيه فرصة دايما للعودة للنضافة و التوبة ده غير إنه خلاك تؤمن بيه و ده هيحرمني من مواجهتك ، عشان كده مفيش غير حل واحد ليا قدام النظام ده ، أموت عشان راية الفوضى اللي أنا و أنت نشرناها في جوثام ترجع تاني "
بدأ (الفريد) يجري مبتعدا عن جوكر الذي أطلق رصاصة على قدم الخادم المسكين الذي سقط و هو يطلق صرخة ألم . لم يحتمل بروس صرخة خادمه فأمسك بالمسدس و صوبه نحو الجوكر متحفزا . القى الجوكر مسدسه بعيدا و التفت إلى بروس مشجعا أياه :" يللا أعملها ، أنا مستني " . كان كلام الجوكر المستفز المتتابع و آهات الخادم المخلص المتتالية تبعث فيه الغضب إلا إنه بغضبه ذلك ألقى بمسدسه بعيدا و هو يقول للجوكر باكيا :" لأ ، مش هعملها " . توجه نحوه الجوكر و كال له لكمة فقال :" احبوا أعداءكم " لكمة أخرى " من لطمك على خدك الأيسر أدر له الآخر " . لكمه الجوكر لكمة أسقطته على الأرض و أحضر عصا و أخذ يضربه بها و هو ساقط على الأرض و هو يصرخ به :" يللا قوم ، قاومني ، أنت تقدر تعمل كده " ثم ألقى بالعصا و جلس على الأرض بجانب باتمان المسجي و الدماء تغرق وجهه و وضع رأسه بين كفيه ينتحب في صمت و سمع صوت باتمان المنهك :" أنت ذكي يا جوكر و جواك زينا كلنا شخص حلو بس أنت بتمثل إنك قتلته ، يا راجل ده أنت الوحيد فينا اللي عنده الموهبة إنه يضحك في أحلك اللحظات ، متخلي ضحكك ده نابع عن قوة مش عن ضعف " قال بروس تلك الجملة و حل الصمت.
بعدها بأيام ، لمح أحدهم الجوكر يساعد أعمى في عبور الشارع و هو يردد على أذنه نكات يضحك كلاهما عليها ثم فتح هذا الأحدهم تليفونه و طلب رقما و قال بعض الكلمات .
هناك ، في المحيط الهادي ، مازال واقفا يراقب مياه المحيط من جزيرته حتى جاء أحد رجاله :" يا زعيم ، الجوكر بقى مواطن صالح "
-" هممممم "
-" هااه ؟ نبتدي تنفيذ خطتنا الجديدة "
-" إنسى كل خططنا ، خلاص مفيش تدمير "
-" بس يا زعيم ....."
-" مفيش بس ، و دلوقتي إتفضل "
-" تحت أمرك " و انسحب تاركا راس الغول يفكر :" أنا كنت عايز أعمل كده سعيا للرقي و لعالم كامل بس خلاص الرقي كان موجود كل ده و إحنا مش فاهمين . المحبة هي الشعور اللي ممكن الانسان بيها يختلف ، يرتقي ، يضحي
حقيقي ، جوثام كانت خطوة أولى عقبال الباقي . رحمك الله يا فارس جوثام ال.... الأبيض " قالها راس الغول و نظر إلى الأرض و ذرف دمعة .

ملحوظة : هذة القصة تأليف طفل كبير عاش مرحلة من مراحل حياته محتارا من يكون قدوة القوة بالنسبة له ، باتمان و لا بابا يسوع ؟

Monday, September 1, 2008

باتمان و لا بابا يسوع ؟ - الجزء الثاني

هناك في المحيط الهادي ، في إحدى تلك الجزر المجهولة ، كان هناك واقفا يراقب المياة في هدوء و تأمل . فجأة ، قطع هذا الهدوء صوت هدير مروحية هبطت أمامه دون أن يبدر منه أي حركة . نزل من الطائرة أحدهم لا تفارق الضحكة وجهه و بدأ بالكلام :" راس الغول ، بقالنا كتير متقابلناش يا راجل "
-" عايز إيه يا جوكر ؟"
-" مجرد صفقة جاي أعقدها معاك "
-" و إيه الصفقة اللي ممكن واحد زيك يحققها معايا "
-" بص يا راس هاهاها أنا عارف كويس الهدف اللي أنت عايش حياتك عشان تحققه "
-" معتقدش إن واحد زيك أصلا ممكن يفهم هدفي الراقي "
-" لا ، أنا فاهمه ، أنا عارف كويس أوي إنك عايز تعمل على فناء جزء من البشرية عشان الجزء الباقي يعيش في عالم نعمه كتيرة و الكل يقدر بعد كده يعيش في سعادة و رقي من غير صراعات مع العلم إنك هتخلي البقاء للأقوى "
-" برافو يا جوكر ، حقيقي أبهرتني ، بس برضة بقى مش عارف بعد كل ده إيه الصفقة اللي ممكن تتم بينا ؟"
-" أنت اللي بيمنع خططك دايما هو شخص واحد ، باتمان "
-" فبالتالي؟ "
-" أنا ممكن أجيبلك راسه "
ابتسم راس الغول :" طب ماهو طول الوقت بيبوز خططك أنت كمان ، إيه اللي جد يعني ؟ "
-" اللي جد هي الحاجة اللي خلتني أجيلك ، جوثام دلوقتي بتدمرني و بتدمر باتمان "
-" بتدمرك ؟ بتدمرك إزاي ؟ "
-" أنا شخص كل هدفه الفوضى و جوثام دلوقتي ماشية بنظام غريب ناجح مبيحصلوش حاجة على الرغم إنه أمل نظام في الحياة ، النظام الكنسي "
-" النظام الكنسي ؟ جوثام بقت بتتبع أساليب غريبة طب و الفارس الأسود بيتدمر ليه ؟ "
-" سر المهنة و انا ناوي أدمره و أنا بتدمر بس فاضلي حاجة واحدة و تبقى خطتي محكمة في تدميرة و هنا بتكمن الصفقة يا راس "
-" عايز إيه يا جوكر ؟ "
-" عايز أعرف مين هو باتمان "
ابتسم راس الغول مرة أخرى في ثقة :" بس كده ، باتمان هو .... المليونير المعروف بروس وين "
ضحك الجوكر ضحكته المعتادة :" شكرا هاهاها شكرا يا راس نياهاهاها " و ذهب و ركب الطائرة التي طارت به بينما كان راس الغول يراقبها و هو يقول :" واضح إن المهرج ده احتمال ينجح ، متسيبوش يعملها يا فارس جوثام الأسود "
(TO BE CONTINUED)

Sunday, August 31, 2008

باتمان و لا بابا يسوع؟ - الجزء الأول

في مدينة جوثام ، تم تعيين أحدهم حتى يكون عمدة عليها . كان العمدة الجديد شخص غريب على المدينة يُدعى (استافرو) . علم الجميع إن (استافرو) ذلك سيمسك بالمدينة إلا إن أحداً لم يعرف ما هي السياسة التي سيتبعها في إدارة المدينة . كل ما استطاعوا معرفته هو بعض الإشاعات التي تناثرت التي تكمن إن بعض الأشخاص المهمين غير راضيين على ما ينوي العمدة الجديد فعله ، أشخاص أمثال (جوردون) ثم جاء ذلك اليوم . اليوم الذي سيلقي فيه العمدة الجديد خطبة على شعب (جوثام) . بدأ العمدة :
-" مبدئياً ، أحب أرحب بيكم ، صحيح أنا مش من هنا بس المدينة دي أثرت فيا كتير عشان كده أنا هبذل مجهودي كله عشان أصلح المدينة و أنضفها من مجرمينها و عشان كده ، أنا قررت قرار خطير و يمكن ميعجبش كتير منكم بس هو ده الحل الوحيد لمدينتا اللي بتؤول للأنهيار . الحل ده هو إننا نستغنى عن خدمات باتمان . الكلام اللي هوجهه دلوقتي لباتمان : إسمعني يا فارس جوثام الأسود ، أنا هأمر إن سجلك يبقى نضيف بس بشرط إنك متدخلش تاني في أمور جوثام ، كلامي واضح ؟ " سرت همهمات بين افراد الشعب أثر ذلك الكلام فاستكمل :" أنا عارف إن كلامي ده مش هيعجب ناس كتير منكم إن مكنش كلكم بس صدقوني هو ده الحل . عمر المدينة دي ما هينصلح حالها إلا في حالة واحدة ؟ هي إننا نعتمد على ربنا بدل ما نعتمد على باتمان . يا جماعة ، باتمان هو رمز لذواتنا اللي بنعتمد عليها بدل ربنا و اللي يعتمد على ذاته بدل ربنا عمر ما مشاكله تتحل و زي ما انتم شايفين المدينة باقية على حالها . منجرب نستغنى عن خدماته و نفتكر ربنا جايز جايز مشاكلنا تتحل ، هااه ، إيه رأيكم ؟ " دوى صمت لدقيقة ثم دوى التصفيق الحاد و استكمل العمدة :" من النهاردة ، مفيش نور عليه علامة باتمان ، من النهاردة اللي هينور ظلام الليل هو ضوء محطوط عليه أقوى علامة عرفتها البشرية ، علامة الصليب "
بدأ الاصلاح بعد تلك الخطبة و بدأ التليفزيون ينقل الانجازات ، بدأ التنفيذ فعلا و أصبحت السماء تتزين كل ليلة بعلامة الصليب . أصبحت الأديرة بديلة عن مصحة أركام حيث نُقل إليها كل المجرمين ينفذون قوانين الأديرة و يجلسون مع الأباء و يعترفون بخطاياهم القديمة و الكثيرة و بدأ هذا النظام يجدي مع الكثير منهم و يحولهم إلى مواطنين صالحين فذو الوجهين الذي كان يعتمد على العملة لاتخاذ القرارات بدأ يعلم إن هناك قوة أكبر من قوة الحظ ممكن أن يعود إليها لأخذ المشورة ، تلك القوة هي قوة الله . (سكيركرو) لم يعد يخيف لأنه لم يعد يخاف . الثقة بالله منحته الدفء بينما البنجوين عندما وجد إن هناك أمر آخر من الممكن أن يجعل له مكانة وسط الناس بدل من النقود اسمه حب و احترام لجأ له و هكذا بدأ الكثسر منهم ينصلح بأن وجدوا بديل لكل ما كانوا يرتكبوه من جرائم اسمه الله . كان المليونير (بروس وين) يشاهد كل تلك الأخبار و جاءه (الفريد) خادمه بأحد كؤوس الشمبانيا و سأله :" أنت مقتنع يا سيدي بالكلام اللي بيتقال و الخطة اللي بتتعمل دي ؟ "
-" جدا يا الفريد ، أنت عارف إن الخطة دي صلحت خطأ جوهري كان باتمان بيقع فيه ، باتمان فعلا كان بيحقق العدالة بس مكنش عنده عامل الرحمة ، عمره ما كان بيفرق بين الخطية و الخاطيء و كان بيبصلهم بعين دائن و جايز عشان كده عمرهم ما اتصلحوا بس الخطة الجديدة عادلة و رحيمة و بدل لما تقول المجرمين كلام ملوش لازمة زي الجريمة لا تفيد أديتهم بدائل عملية كلها بتكمن في ربنا عشان كده ، في الفترة دي باتمان لازم يسكت شوية و ما يعملش حاجة غير إنه يرفع راية الصليب " قالها و قام من مجلسه داخلاً إلى حجرته غير مستمعاً إلى التلفاز الذي كان ينقل خبر هروب الجوكر من أحد الأديرة ، ذلك الخبر الذي يعد قمة في الخطورة في ظل الوضع الراهن .
(TO BE CONTINUED)

Friday, August 29, 2008

البيضة أولا ، أم الفرخة ؟

تلك القصة مبنية على أحداث حقيقية للأسف
هو شاب كاد أن يشارف على العشرين . أعطاه الله موهبة الكتابة و هو يكتب ما يجيش بصدره و ما يتمنى أن يحدث و الدنيا الكاملة كما يريدها إلا إن مشكلة وحيدة كانت تقابله . إنه يكتب و يحتفظ بما يكتبه في بيتهم و بعد أن ينهمك في الكتابة ، لا يعير أحد اهتماما لكتاباته و نادرا ما يهتم أحد من العائلة (والده أو والدته) إلا إنهما دائما يشجعاه على الاستمرار في الكتابة و هذا ما كان يساعده في التغلب على أحزانه إلا إنه في بعض المرات ، كانت تصل به أن يصرخ بالجملة التي قالها نور الشريف في فيلم المصير : أنا بكتب ليه و لمين ؟ كانت أمنية حياته أن يصل صراخه ، فكره ، مشاعره و أحاسيسه إلى الناس حتى جاء اليوم . كان جالسا في بيتهم ذات يوم و سمع صوت محموله يرن فرأى الشاشة فإذ به والده . رد و بعد المقدمات الروتينية ، بدأ والده : قريت جورنال امبارح ؟ فقال هو : لأ ، ليه يا بابا ؟
أصلهم كانوا كاتبين عن مسابقة كده للروايات فقلت تقدم روايتك الجيدة يمكن تكسب ؟ ، هكذا ردد والده بضحك
بجد يا بابا ؟ قالها و عاد إليه حلمه من جديد فقد كان يتمنى دائما أن يدخل مسابقة محترمة بأحدى رواياته لعله يحوز على جائزة يستطيع أن يستخدمها لكي يلفت إليه نظر القراء اللذين لن يلتفتوا إليه إلا لو وجدوا اسمه على الكتاب بجانب الجملة المعهودة "الرواية حائزة على جائزة كذا " لذا فما أن استمع من والده هذا الخبر في ذلك اليوم ، أخرج الجورنال و قرأ المسابقة بشروطها جيدا و استوفى جميعها ليذهب في ذلك اليوم المشئوم إلى مقر المسابقة و يقدمها هناك . استقبلته السكرتية هناك بكل اللطف الممكن و أعطته الأبليكاشن حتى يملأه ثم نظرت و هو يملأه إلى نسخ روايته و سألته : هي الرواية اتنشرت و لا لأ ؟
قال المسكين مبتسما ابتسامة واثقة : لأ ما أنا قلت منشرش إلا لما آخد الجايزة عشان الناس تقرالي
قالت له و قد بدأت تكتشف إن هناك سوء تفاهم : بس ده مكتوب في الشروط إنها لازم تبقى صدرت بين فترة كذا و فترة كذا
بدأ يفهم : هو مش صدرت دي قصدكم بيها أتألفت؟
لأ ، إحنا آسفين جدا ، مش هنقدر نقبلها ، قالتها بذلك الحرج المستفز
لا ، لا ، مفيش مشاكل ، قالها و نزل . انتظر الأوتوبيس في صمت حتى أتى واحد و ركبه . أخذ يفكر و هو يراقب الشوارع التي تمر من وراء النافذة : يوما سأنتقم عندما يصل صوتي و لو في مقدرتي وقتها ، سوف أحرر كل الحناجر المغلقة لكن إلى أن يأتي ذلك الوقت ، كيف من الممكن أن يصل صوتي ؟ حتى يقرأ لي الناس لابد أن أحوز على جائزة و حتى أحوز على جائزة ، لابد أن أنشر القصة و يقرأها الناس و هذا دفعه إلى أن يسأل سؤال مهم جدا : أيهم قبل الآخر ؟ البيضة أولا ، أم الفرخة ؟

Thursday, August 28, 2008

السماء

كنا في أحد المصايف ذات مرة . فجأة ، قُطع النور على القرية بأكملها فعدنا من الكافيتريا إلى حجرتنا بالفندق . ظللنا هكذا على ما يقرب من ساعتين ثم نظرت إلى الشرفة و أنا في الداخل فوجدت إنها مصدر إضاءة خافتة . خرجت إلى الشرفة فوجدت السماء -على غير المعتاد- مرصعة بالنجوم . شعرت بالخوف و بأن هناك خطب ما يحدث . شعرت وقتها كأن السماء تقترب من الأرض و سوف تطبق عليها . شعرت وقتها إن القيامة تقوم . دعوت والدي و أنبأته بمخاوفي . ضحك والدي و أخبرني إن هذا هو المنظر الطبيعي للسماء و إننا من المفترض أن نراها دائما هكذا . سألته السؤال البديهي و هو : ما المانع إذا أن نراها هكذا . أكتشفت الحقيقة المروعة الذي يكمن في إن السبب هو اعتمادنا على إضاءتنا ، هذا بالإضافة للتلوث الذي حجب عننا هذا المشهد البديع الذي قضيت ليلتها كله أراقبه . أخذت أفكر و أنا أشاهد السماء ليلتها . لقد خلق لنا الله السماء حتى نحيا فيها و لكن بغباءنا جئنا للمعيشة هنا على الأرض . وعد الله ابراهيم إن نسله سيكون بعدد نجوم السماء أي العدد الذي رأيته أمامي ليلتها إلا إننا في الوقت العادي لا نرى من سمانا أكثر من عشرة نجوم فهل معنى هذا إن النهاية قريبة . فكرت في هذا و ابتسمت للحظة ثم حزنت لأننا لم نعد نرى تلك السماء التي أجزم الكثير إنها تحكي قصص و الدليل على هذا الأبراج . حزنت لأننا لم نعد نرى تلك السماء التي كانت ترشد كثيرين . لم نعد نراها لأننا لا نريد أن نراها . لقد حاول الله أن يعيد لنا تلك السماء بأن تجسد وسطنا وأخذ يشير عليها واعظا أيانا إنها لابد أن تكون هدفنا و مات لأجل أن تكون ملكنا . ماذا كان رد فعلنا ؟ على الرغم من قيامته دفناه في قلوبنا و بدأنا بالاعتماد على ذواتنا ، نوفر اضاءتنا لنا بأنفسنا ، نبني عمارات و ناطحات سحاب و لم نتعلم من أولئك اللذين بنوا برجا في يوم و هدمه الله لهم حتي يعلمهم و يعلمنا بالتالي ألا نعتمد على ذواتنا و أن ننظر إلى السماء في وقت ضيقنا . حقا ، لقد قرب الله لنا السماء مرتين و في كل مرة ندوس عليها . السؤال هو : متى سنبحث عنها لنعيدها ؟ فهي جميلة ، جميلة للغاية ، تلك السماء

Wednesday, August 27, 2008

حكاية طفل اسمه بحر

قالوا لي و أنا طفل إن صوت الرب على المياة الكثيرة
سوف أقص عليكم الآن أمر غريب حدث لي ربما لا يعلمه إلا شخص واحد و قد قادته الصدفة أن يكون بجانبي في هذا الحدث . من يومين ، كنت في الأسكندرية . في تلك الفترة ، صعدت إلى السطح لأرقب البحر من بعيد و كان معي ذلك الصديق . كان البحر في ذلك الوقت من اليوم جميلا أزرقه صافي إلى الدرجة التي سألت معها : لماذا خلق الله البحر ؟ قالوا لي و أنا طفل إن صوت الرب على المياة الكثيرة ، هل خلق الله لنا البحر ليحكي لنا أمر من خلاله ؟ سرحت و ذهبت عيناي إلى ما تحت الأمواج . بدأت عيناي تبصر الأمواج تتجمع بشكل منظم لتكون صور التي عندما دققت أكتشفت إنها مجموعة من الوجوه تتجمع على صفحة البحر و تتتابع ثم أتت صورة مختلفة ، صورة لطفل يعمل خادما في أحد العصور الوسطى و الكل يذهب و يأتي عليه و لا أحد يعيره اهتماما و هو واقف يمسك بالصينية لا يتحرك و الكاميرا التي ينقلها البحر تتحرك في سرعة حول هذا المشهد لتجلبه من كل الجهات . فجأة و دون مقدمات ، سقط الطفل و بدأ الكل من علية القوم يندفعون نحوه و يهتمون به و ثبت المشهد فتساءلت : ماذا يريد البحر أن يخبرني ؟ فرأيت المشهد يتلاشى و الأمواج تعود لتكون البحر الذي نعرفه . حاولت أن أسرح مرة أخرى حتى أرى لكنني فشلت . لقد أتت الرسالة و لابد أن أفهمها . هل كان البحر يقص قصته ؟ هل كان يحكي حكاية طفل اسمه بحر ؟

كنا ثلاثة

مرحبا بكم . أعرفكم بنفسي ، أنا شاب في السادسة من عمري . كان اسمي (أمير) و أقول كان لأن صاحب العمل الجديد حفظه الله يدعوني باسم جديد لا ينادينني إلا به و هو اسم الحمار . أنا أرى إن عنده حق في هذه التسمية و دعوني أشرح لكم وجهة نظري في تأييده . أنا من طبقة فقيرة جدا و كنت أعمل حتى أعول أسرتي و قد شاء الله أن أعمل مساعد لساعي في إحدى الشركات الكبيرة . كان صاحب العمل رجلا كبيرا طيب القلب و كان يوصي لي بما يكفيني أنا و أسرتي في اليوم . كنا نحيا حياة كريمة . ذات يوم ، أخذني والدي و ذهبنا إلى القهوة المجاورة . جلس والدي مع أصدقائه اللذين رحبوا بي لما رأوني داخل معه و عزمني العديد منهم على مشروبات و مأكولات بينما كان هناك واحد منهم يراقبني في صمت طوال الوقت . لما أنتهت الجلسة و هم كل شخص منا أن يذهب إلى حال سبيله ، طلب هذا الغامض من أبي الجلوس معي و قد أطاع أبي في استكانة غريبة . ذهب أبي و جلس معي هذا الشخص معي و أخذ يتحدث معي كثيرا . علمت منه إن اسمه (إدريس) و يعمل حلاقا و إنه صديق والدي منذ فترة و يملك ديون عليه لكن والدي لا يستطيع أن يوفي ما عليه و الحل الآن بيدي . كيف ؟ عن طريق صفقة لطيفة و هي أن أعض اليد التي أطعمتني بأن أسرق دفعات خفيفة و هذا لن يضر رئيس العمل بشيء فهو غني و لن تفرق معه ما أسرقه كما إن هذا سيساعدني أنا أيضا على أن أبني لي كيان فبدلا من أن أحيا اليوم بيومه لابد أن أكون طموحا و أؤسس لنفسي محل حتى أكسب منه و أصير أغنى . كان كلام هذا اللعين مقنعا للغاية حتى إنني بدأت أسمع كلامه و على مدار الأيام التالية ، بدأت أسرق . لكن ذات يوم ، أكتشف الرئيس و رغم حبه لي طردني . عدت إلى الحلاق بخفي حنين لست عالما كيف الآن من الممكن أن أوفي للحلاق ديون والدي لكن الوغد كان جاهزا بحل : أن أعمل عنده صبي في صالونه . و بعد أن كان اسمي (أمير) أصبح يدعوني بحمار . كان يستحل أن يضربني و يهينني متحججا بأنني سارق لا يمكن الوثوق به غير عالما إنه السبب فيما أصبحت أنا عليه . كانت وظيفتي تنحصر في أعمال تافهة مثل أن أجلب الفوطة و أن أمسح ما تساقط من شعر الزبون على وجهه و كان ينتظر أن أخطيء أتفه الأخطاء حتى يهينني . على مدار الأيام ، كان يتردد على الصالون زبائن كثيرة منهم بعض الموظفين الطيبين اللذين يعملون و يحملوا لي مشاعر طيبة محملة بالشفقة و دائما ما كنا ثلاثة : الحلاق ، الزبون و أنا . لم تكن مشاعر الموظفين الطيبة تنفعني في شيء فمازلت كما أنا ، صبي لحلاق في صالون حتى جاء ذلك اليوم . في ذلك اليوم ، جاءنا شاب عليه كل ملامح الفخامة و حنى قفاه للحلاق تاركا أياه يقص من شعره الجميل موجها لي كلام يشبه ما قاله لي الموظفين لكنه أوضح بكثير و لم أكن أعرفه حتى إنني تساءلت إذا كان هذا أحد الموظفين لكن من الواضح إن سلطته كانت أقوى من هذا فأثناء الحلاقة ، شتمني الحلاق حتى أجلب المقص فامره ألا يشتمني فسكت الحلاق و بدأت أشك إن هذا الشاب إنما أتى من أجلي و تأكد هذا الشك و أصبح يقين عندما انتهت الحلاقة . أعطى الشاب حقيبة بها نقود للحلاق فضحك الحلاق مازحا إن الشاب صحيح غني لكن ثمن قصه لشعره لن يكون غاليا هكذا فابتسم الشاب قائلا :" ده مش تمن الحلاقة ، دي الديون اللي على الولد ، أصلي جاي آخده لشركتي تاني" انقلب ضحك الحلاق لتعجب و سأل :" شركتك ؟ هو أنت مين ؟ "مازال الشاب على ابتسامته :"أنا ابن رئيسها"لجمت الصدمة ألسننا أنا و الحلاق
طب ليه حلقت و وطيت راسك ليا ، هكذا كان سؤال الحلاق
عشان ده باقي التمن ، أنت مكنتش عايز فلوسك بس ، أنت كنت عايز تهينه كمان و أنا بكده دفعت الاتنين ، مازال الشاب على ابتسامته الواثقة ثم نظر لي : يللا بينا . و تأبط ذراعي و خرجنا من المحل عائدين للشركة و عدت (أمير) مرة أخرى