Tuesday, September 2, 2008

باتمان و لا بابا يسوع ؟ -الجزء الثالت و الأخير

كان يتجول بسيارته في أنحاء المدينة . لم يستطع أن يجلس مطمئنا في فيلته بعد أن عرف إن الجوكر حر طليق فمن الممكن أن يقدم على أي فعل إجرامي فأثر أن ينزل و يدور لعله يجد الجوكر هنا أو هناك . لما فقد الأمل ، أتخذ طريقه عائدا إلى الكهف الموجود أسفل فيلته . قرب الكهف ، سمع صوت خادمه يتحدث من مذياع سيارته كالمعتاد و سأله :
-" سيد (بروس) ، لقيت حاجة ؟ "
-"لأ يا (الفريد) و دي حاجة هتجنني ، طالما معملش حاجة طب هرب ليه ؟ "
-" طب فيه حد عايز يكلمك هنا ؟ "
-" حد ؟ حد مين ؟ "
-" أنا يا باتي هاهاهاها "
سمع باتمان هذا الصوت من خلال المذياع . إنه يعلم تماما من هو صاحب تلك الضحكة :" جوكر "
-" بالظبط يا باتمان ، دلوقتي أديني عملت حاجة ، ارتحت ؟ "
-" إزاي عرفت شخصيتي ؟"
-" صديق مشترك هاهاها و بعدين عيب يا أخي لما نبقى ألد الأعداء كده و تكون مخبي عليا سر زي دة هاهاها "
-" عايز أيه يا جوكر ؟ "
-" بص ، دلوقتي ، خادمك عزيزك بين أيديا ، ممكن أنسف راسه في أي وقت ، مش هيسعفه مني غير حاجة واحدة "
-" و هي ؟ "
-" تسمع الكلام ، أول حاجة عايزها منك دلوقتي ، تركن عربية دافنشي اللي أنت راكبها دي جمب الكهف و تيجي هنا مشي ، أنا مستنيك " و أغلق الجوكر الاتصال . ركن باتمان سيارته ، نزل منها و دخل الكهف سائرا حتى وجده في النهاية ، وجد الجوكر ممسكا بألفريد و يصوب نحوه المسدس . بدأ الجوكر :" خفاش كويس "
ظل باتمان على ثباته و هو يقول :" أديني جيت ، سيبه بقى يا جوكر "
-" هاهاها ، أسيبه ؟ هاهاها ده (ألفريد ) ده هو أهم واحد في اللعبة اللي إحنا واقفين فيها ، مش كده و لا أيه با (ألفي) ؟ هاهاها "
-" أنت عايز إيه بالظبط يا (جوكر) ؟ "
-" بص يا باتمان ، جايز أنا و أنت أعداء بس فينا صفات كتيرة مشتركة ، أنا عارف إن أنت زيي مش مقتنع بالنظام الجديد اللي المدينة ماشية بيه عشان هو نظام ضعيف و أنا متفق معاك يا باتمان "
-" أنت غلطان ، أنا مقتنع بالنظام ده جدا ، ده عدل ناس كتير و بيقتلع الجريمة من جوثام "
-" أنت كداب " قالها الجوكر صارخا ثم استكمل :" لو كنت مقتنع إنه نظام قوي مكنتش فضلت في ازدواجيتك المعتادة . تقدر تقوللي لو كان حد غيري عرف إن باتمان حامي حمى المدينة هو المليونير المستهتر الشريب (بروس وين) كان إيه اللي هيحصل ؟ كانت قدوة ناس كتير هتنهار بس أنت مولعتش في ازدواجيتك رغم إن النظام الجديد بيدعو لكده ده غير إنك لسه مستخبي ورا ماسك الخفاش ده عشان ده الرمز اللي بتخوف بيه أعداءك و ده معناه إنك لسه مؤمن بالخوف و فعاليته و الكلام الكتير عن السلام و الدفء بالنسبة لك هباء . أنت مش مؤمن إن الله ممكن يردعني و ده اللي خلاك أول لما عرفت إنني هربت إنك تلبس زيك المشهور و تنزل تدور عليا عشان تردعني بالقوة المادية .... "
-" كفاية ، كفاية "هكذا قاطعه باتمان و قد بدأ يهتز إلا إنه تدارك ثباته و نظر إلى الجوكر في تحدي:"و أدي الماسك " و خلع قناعه و ألقى به على الأرض و داس عليه . ارتجفت شفتا الجوكر للحظة ثم ابتسم :" كده ؟ طب يللا نلعب لعبتنا بقى ، لعبة بتعتمد على الاختيارات . أنبيا كتير ظهروا في عهودهم و كانوا بيدافعوا عن حقوق الناس بس الشخص اللي الناس بتألهه ده اللي اسمه يسوع قال إن من أحب أبا أو أما أكتر مني فلا يحبني فما بالك لو حبيت خدامك أكتر منه ناوي تبقى أنهي عينة بقى ؟ " و أبعد ألفريد قليلا عنه و جعله أمامه و هو يصوب نحوه المسدس :" و دلوقتي يا باتمان ، اللعبة كالآتي ، جمبك فيه مسدس ، خده و اقتلني أو اقتل خدامك يا قديس "
بدأت عينا بروس تدمع :" ليه يا جوكر ؟ "
-" أنا إنسان مؤمن بالفوضوية و إن كل انسان جواه مسخ مبيظهرش غير تحت ضغط فجالي نظام يمحي الفوضى دي و مش كفاية كدة ، ده كمان مؤمن إن الانسان أصله قديس و إن فيه فرصة دايما للعودة للنضافة و التوبة ده غير إنه خلاك تؤمن بيه و ده هيحرمني من مواجهتك ، عشان كده مفيش غير حل واحد ليا قدام النظام ده ، أموت عشان راية الفوضى اللي أنا و أنت نشرناها في جوثام ترجع تاني "
بدأ (الفريد) يجري مبتعدا عن جوكر الذي أطلق رصاصة على قدم الخادم المسكين الذي سقط و هو يطلق صرخة ألم . لم يحتمل بروس صرخة خادمه فأمسك بالمسدس و صوبه نحو الجوكر متحفزا . القى الجوكر مسدسه بعيدا و التفت إلى بروس مشجعا أياه :" يللا أعملها ، أنا مستني " . كان كلام الجوكر المستفز المتتابع و آهات الخادم المخلص المتتالية تبعث فيه الغضب إلا إنه بغضبه ذلك ألقى بمسدسه بعيدا و هو يقول للجوكر باكيا :" لأ ، مش هعملها " . توجه نحوه الجوكر و كال له لكمة فقال :" احبوا أعداءكم " لكمة أخرى " من لطمك على خدك الأيسر أدر له الآخر " . لكمه الجوكر لكمة أسقطته على الأرض و أحضر عصا و أخذ يضربه بها و هو ساقط على الأرض و هو يصرخ به :" يللا قوم ، قاومني ، أنت تقدر تعمل كده " ثم ألقى بالعصا و جلس على الأرض بجانب باتمان المسجي و الدماء تغرق وجهه و وضع رأسه بين كفيه ينتحب في صمت و سمع صوت باتمان المنهك :" أنت ذكي يا جوكر و جواك زينا كلنا شخص حلو بس أنت بتمثل إنك قتلته ، يا راجل ده أنت الوحيد فينا اللي عنده الموهبة إنه يضحك في أحلك اللحظات ، متخلي ضحكك ده نابع عن قوة مش عن ضعف " قال بروس تلك الجملة و حل الصمت.
بعدها بأيام ، لمح أحدهم الجوكر يساعد أعمى في عبور الشارع و هو يردد على أذنه نكات يضحك كلاهما عليها ثم فتح هذا الأحدهم تليفونه و طلب رقما و قال بعض الكلمات .
هناك ، في المحيط الهادي ، مازال واقفا يراقب مياه المحيط من جزيرته حتى جاء أحد رجاله :" يا زعيم ، الجوكر بقى مواطن صالح "
-" هممممم "
-" هااه ؟ نبتدي تنفيذ خطتنا الجديدة "
-" إنسى كل خططنا ، خلاص مفيش تدمير "
-" بس يا زعيم ....."
-" مفيش بس ، و دلوقتي إتفضل "
-" تحت أمرك " و انسحب تاركا راس الغول يفكر :" أنا كنت عايز أعمل كده سعيا للرقي و لعالم كامل بس خلاص الرقي كان موجود كل ده و إحنا مش فاهمين . المحبة هي الشعور اللي ممكن الانسان بيها يختلف ، يرتقي ، يضحي
حقيقي ، جوثام كانت خطوة أولى عقبال الباقي . رحمك الله يا فارس جوثام ال.... الأبيض " قالها راس الغول و نظر إلى الأرض و ذرف دمعة .

ملحوظة : هذة القصة تأليف طفل كبير عاش مرحلة من مراحل حياته محتارا من يكون قدوة القوة بالنسبة له ، باتمان و لا بابا يسوع ؟

No comments: