Monday, October 20, 2008

الطيب ، الشرس و القبيح

كان هناك جالساً في الكافيتريا على منضدة يبدو و كأنه منتظر أحدهم و يظهر هذا من تلفته المتتابع حوله و مراقبته لكل شخص يدخل من الباب . لقد اتصل به الوغد هذا الصباح ليحدد معه ميعاد في تلك الكافيتريا و ها هو قد جاء منتظراً له فهو يريد أن يصفي حساباته و يحيا حياة جديدة و هو يعلم جيداً إن مع هذا الوغد ، الأمر لن يكون سهلاً على الاطلاق لذا فقد حسب حساباته . قطع تفكيره أحدهم دخل تبدو عليه كل ملامح الثراء و الطيبة و الاحترام . سرعان ما جلس على المنضدة الموجودة خلفه و جلس على ذلك الكرسي حيث الظهر في ظهر كرسيه . بعد فترة ليست بطويلة ، بدأ المحترم له و دون أن ينظر له :" بصفة مبدئية ، أريد أن نتحدث دون أن تنظر لي مثلما لا أنظر لك لاحتمالية أن نكون مراقبين من قبل رجال الوغد " لم ينظر له و هو يسأل المحترم :" هل تحدثني ؟ "
-"نعم ، أحدثك ، ألم تبعث للرجل الكبير حتى تتخلص من سطوة هذا الوغد ؟"
-" نعم"
-" أنا مبعوث من قبل الرجل الكبير حتى نساعدك في التحرر من سطوته "
-" و لكن ذلك الوغد في غاية القوة "
-" أول درس : لا تهييء لنفسك جواً إن خصمك لا يُقهر فهو مثلك له ثغراته هو أيضاً"
-" أنا أشعر إنني عاجز أمامه و لا أستطيع قهره "
-" بل أنت تستطيع ، لديك القدرة و الموهبة لهذا "
-" كيف ؟ "
-" سنساعدك على هذا ، سوف نكون حولك في كل مكان و لكن إلى أن يحدث هذا ، أريدك أن تتذكر أمر واحد يا عزيزي ، قوة النينجا تكمن في تفرده و عزلته "
قالها المحترم و قام دون أن يمنحه فرصة للحديث و ذهب . جلس مشدوهاً لدقائق ثم ما لبث أن قال :" اللعنة "
انتظر دقائق أخرى ليجد الوغد يدخل من الباب و يجلس أمامه . نادى الوغد على النادل و طلب كأس من الويسكي ثم بدأ يتكلم :
-" ماذا تريد ؟ "
-" أنت تعلم جيداً ما أريد "
-" ابالفعل نتوي تركي و ترك العمل بعد كل ما قدمته لك ؟ "
-" كل ما قدمته لي ؟ لقد دمرتني "
-" امممم ، كنت تعلم هذا من البداية و على الرغم من هذا عملت معي "
-" أنت لم تخبرني بل أغريتني باشباع الشهوات و أنا وثقت بك "
-" كاذب ، كنت تعلم جيداً عواقب الطريق و جئت تجرب إلى أن تمل ثم تذهب "
-" فليكن ، أنا اكتفيت سوف أترك العمل و اذهب إلى الجحيم "
صمت الوغد قليلاَ ثم :" الم تسأل نفسك أبداً لماذا يلقبونني في السوق بالوغد ؟"
صمت هو و استمع إلى الوغد و هو يستكمل :" هذا لأنني لا أملك ما أخسره و لا أفعل شيء لمن أحبهم أمثالك و لكنني أجعل أمثالك يخسروا ما يملكوه ، تفهم بالطبع ما أقصد أو بمعنى أصح من أقصد ؟ " قفزت إلى مخيلته صورة كل من حبيبته الوحيدة و الأطفال الذي يربيهم تكفيراً عن ذنوبه القديمة " هائل ، أرى إنك فهمت ما أرمي عليه ، لا تخلط العمل بمجال عواطفك حتى لا أجعل عواطفك حافزاً للعمل " يضع يديه الآن خلف كفيه و هو يقول بانهزامية :" سوف تقتلهم ؟"
-" القتل أمر أحمق ، سوف استفيد منهم ، سوف أجعل من حبيبتك سلعة الكل يسعى لها و قد تكون أحد الزبائن و أما عن الأطفال سأجعلهم يبيعون مناديل في الطرقات و في كل الحالات سوف أكون أنا الكسبان " لم يستطع الرد " فكر في الأمر " كان قد أنهى الويسكي و طلب الحساب و دفعه و هم بالذهاب إلا إنه قال قبل أن يذهب :" بالمناسبة ، أنت لا تحتاج أن تقول لي أن أذهب إلى الجحيم ، أنا أذهب إلى هناك من تلقاء نفسي ، إنه بيتي " قالها و هو يضحك،يضع سيجارة في فمه ثم يذهب .
جلس يفكر طويلاً حتى اهتدى إلى حل : سوف يقتله . و لكنه يحتاج إلى قوة لكن كيف ؟
"قوة النينجا تكمن في تفرده و عزلته " "هذا لأنني لا أملك ما أخسره " قوة النينجا ؟ إذاً فالحل في أن يبعد عن من يحبهم لفترة حتى يبعدهم عن الساحة إلى أن يزيحه . لابد أن يعود لسيفه الذي تركه منذ فترة و يتدرب على يد الرجل الكبير . لابد أن يبعدهم عن الساحة إلى أن يقتله . لابد أن يقتله أو فليموت . لم تعد الحياة تسع لهما معاً .

Saturday, October 4, 2008

المجنون و الشيطان

كنت هناك و اقفاً عند ستار الهيكل أبكي في صمت . هذا هو كل ما أستطيع أن أفعله بعد أن هجرتني . كانت الكنيسة قد فرغت من الشعب . ما ذلك الصوت الذي أسمعه خلفي ؟ لم أنظر . لعله كاهن أو ما شابه . عدت بتركيزي إلى الصراخ لله لكني وجدت ظلاً يسقط على و يخيمني . إذاً ، هذا الشخص أتى من أجلي . وقف هناك لفترة و بدأ قبل أن أتكلم :" يا حرام " قالها بنبرة تحمل السخرية و الشفقة في الوقت ذاته . إنني أعلم أسلوب من هذا ، إنه أسلوب ال"نعم يا عزيزي ، إنه أنا ، أبليس"
تسمرت من الخوف . يقف الآن خلفي هذا التي أجمعت الديانات السماوية إنه عدو الإنسان الأول الذي يهدف إلى تحطيمه نظراً للغيرة التي يحملها له . " خائنة ، كيف توهمك إن الحب آت لا ريب ثم تهجر بك هكذا" كلامه مقنع للغاية . كان يعلم هذا و كان يعلم إنني أعلم إن كلامه مقنع . هو يعلم إنني أعلم لذا أستكمل دون أن يسمع مني رداً :" لطالما كنت تؤمن يا عزيزي إن الحبيب في حياة المحب بمثابة مخلص مثله مثل .... أنت تعلم من أقصد " تريد أن تقول المسيح ، هكذا رددت في ذهني . ما الذي يرمي إليه هذا الكائن أياً كان ؟ بدأت أتكلم دون أن ألتفت له و كان صوتي خافتاً و أنا مازلت ناظراً إلى ستار الهيكل :" و ها أنا أكتشف إنني كنت مخطئاً في فلفسفتي تلك فرغم ما فعلته بي ، مازلت أحبها " لم ينتظر أن أستكمل و طفق يقول :" و هذا يثبت لك إن فلفستك صحيحة " رأيت ابتسامته في جملته دون أن أنظر إليه " مثلها مثل المخلص العظيم " أتعجب " ماذا تقصد؟"
مازال على ابتسامته " إنني أترك هذا لخيالك الصخب " فهمت ما يقصد أخيراً . أغمض عيني و أبدأ أفعل ما أبرع فيه ، التخيل .
الزمان : الخميس ليلاً المكان : بستان جسثيماني
إنه يصلي هناك بصلاة غريبة :" يا أبي ، لابد أن تعبر عني هذة الكأس إنني لا أريدها "
يأتي الجنود بقيادة يهوذا و هو يترك تلاميذه يتعاركون مع الجنود حتى يهربون من أنفسهم و يتم القبض عليه .
اللعنة ، هناك شعور بارد يكتنفني لا أعلم من أين يأتي ؟
أأنت هو ملك اليهود ؟ يصمت و لا يتكلم
الزمان : الجمعة صباحاً المكان : قصر بيلاطس
إنني لست مذنباً و لم أقترف شيئاً ، هم من يحاولون تلفيق هذة التهم إلي
لن أصلب هذا الرجل . النتيجة : ثورة و يأخذونه من القصر عنوة و يصلبونه كأكبر عناد للسلطة
إذا كنت أنت المسيح ، أنزل من على الصليب . ببساطة شديدة ، ينزل من على الصليب و بعد فترة يعود إلى سماه ناظراَ لهم من فوق إنهم جميعهم لا يستحقونه .
أفتح عيني فجأة و أعود إلى أرض الواقع . إنه مازال هناك يبتسم . تلك المرة ، ابتسم أنا في مرارة . إنه ليس الوغد الوحيد هنا . تلك المرة ، أنظر له و أنا على ابتسامتي " أتعلم ؟ خيالي الخصب ليس ميزة كبيرة بالنسبة لك " يبدأ وجهه يتخذ ملامح الوجوم .
" المخلص الحقيقي يا عزيزي يحب من يخلصهم مهما بدت الظروف و هذا ما فعله المسيح . المخلص يأتي في الوقت المناسب و إلا لكان أتى من امرأة هابيل و كان قد كلم عمه عن محبة الأعداء ذلك الذي لم يستطع حتى أن يحب أخاه . على أسوأ الافتراضات ، إن لم يوجد وسيط ليكون هو بديل المخلص سيكون هو وقتها المخلص . حيلة رخيصة يا عزيزي " نظر إلي طويلاَ ثم أعطاني ظهره و رأيته و هو يمضي . أتعلم ؟ خيالي الخصب ليس ميزة كبيرة بالنسبة لك . أعود و أنظر مجدداً إليه ، إلى ستار الهيكل و لكن تلك المرة مبتسماً .