Thursday, August 28, 2008

السماء

كنا في أحد المصايف ذات مرة . فجأة ، قُطع النور على القرية بأكملها فعدنا من الكافيتريا إلى حجرتنا بالفندق . ظللنا هكذا على ما يقرب من ساعتين ثم نظرت إلى الشرفة و أنا في الداخل فوجدت إنها مصدر إضاءة خافتة . خرجت إلى الشرفة فوجدت السماء -على غير المعتاد- مرصعة بالنجوم . شعرت بالخوف و بأن هناك خطب ما يحدث . شعرت وقتها كأن السماء تقترب من الأرض و سوف تطبق عليها . شعرت وقتها إن القيامة تقوم . دعوت والدي و أنبأته بمخاوفي . ضحك والدي و أخبرني إن هذا هو المنظر الطبيعي للسماء و إننا من المفترض أن نراها دائما هكذا . سألته السؤال البديهي و هو : ما المانع إذا أن نراها هكذا . أكتشفت الحقيقة المروعة الذي يكمن في إن السبب هو اعتمادنا على إضاءتنا ، هذا بالإضافة للتلوث الذي حجب عننا هذا المشهد البديع الذي قضيت ليلتها كله أراقبه . أخذت أفكر و أنا أشاهد السماء ليلتها . لقد خلق لنا الله السماء حتى نحيا فيها و لكن بغباءنا جئنا للمعيشة هنا على الأرض . وعد الله ابراهيم إن نسله سيكون بعدد نجوم السماء أي العدد الذي رأيته أمامي ليلتها إلا إننا في الوقت العادي لا نرى من سمانا أكثر من عشرة نجوم فهل معنى هذا إن النهاية قريبة . فكرت في هذا و ابتسمت للحظة ثم حزنت لأننا لم نعد نرى تلك السماء التي أجزم الكثير إنها تحكي قصص و الدليل على هذا الأبراج . حزنت لأننا لم نعد نرى تلك السماء التي كانت ترشد كثيرين . لم نعد نراها لأننا لا نريد أن نراها . لقد حاول الله أن يعيد لنا تلك السماء بأن تجسد وسطنا وأخذ يشير عليها واعظا أيانا إنها لابد أن تكون هدفنا و مات لأجل أن تكون ملكنا . ماذا كان رد فعلنا ؟ على الرغم من قيامته دفناه في قلوبنا و بدأنا بالاعتماد على ذواتنا ، نوفر اضاءتنا لنا بأنفسنا ، نبني عمارات و ناطحات سحاب و لم نتعلم من أولئك اللذين بنوا برجا في يوم و هدمه الله لهم حتي يعلمهم و يعلمنا بالتالي ألا نعتمد على ذواتنا و أن ننظر إلى السماء في وقت ضيقنا . حقا ، لقد قرب الله لنا السماء مرتين و في كل مرة ندوس عليها . السؤال هو : متى سنبحث عنها لنعيدها ؟ فهي جميلة ، جميلة للغاية ، تلك السماء

No comments: