كنت في سيارتي متخذ طريقي له ، إلى معلمي الذي طالما تعلمت منه الكثير . كنت ذاهباُ له لآخذ برأيه في أمر شغل بالي على مدار الأيام و الليالي الماضية . وصلت أمام بيته و نزلت من السيارة . دققت الجرس . فتح لي خادمه ، حييته و أنا أدخل في سرعة و ابتسم لي ابتسامة ذات مغزى فقد قرأ في عيني الحماسة لمعرفة أمر ما جديد . سبقته إلى الداخل عند المكتب فلم أكن غريباً على البيت . دققت على الباب في هدوء و فتحت الباب و دخلت . وجدته هناك يعطي ظهره للمكتب و الدخان يتصاعد من أمام وجهه الذي لا أراه . دون أن أتكلم ، دخلت و جلست على أحد الكرسيين المجاورين للمكتب . لا أعلم كم مضى من الوقت حتى بدأ بالكلام دون أن يلتفت :" أهلاَ"
-" إزاي حضرتك ؟ "
-" عايز أيه ؟ " لم اندهش كثيراً من هذة المعاملة الجافية فقد اعتدت عليها فسألت على الفور دون تردد :
-" الحكمة ، أنا عايز يبقى عندي الحكمة "
صمت قليلاً ثم التفت لي :" و جاي تسألني ليه ؟ "
-" عشان أنت استاذي و الحياة يا ما علمتك "
ابتسم و نظر لي كثيراً :" مغفل "
-" مغفل ؟؟؟"
-" طبعاً عشان سايب أشولة الحكمة و جاي تسأل واحد زيي فات عليه الوقت إنه يحل السؤال ده "
-" أشولة الحكمة ؟ هم كتير كده ؟ أنا مش طمعان في شوال و أبقى ممنون لو شفت جوينت خفبف كده من الحكمة"
-" تبقى مبتشوفش يا أستاذ " تعجبت فاستكمل :"الأشولة دي تتلاقى بالسهل أوي و مش أي حد باعتها ، ده اللي باعتها هو الكبير ، الكبير أوي "
-" أعذر غبائي و مللي بس ممكن أعرف : يعني أيه شوال الحكمة أو يبقى أيه ؟ "
-" شوال الحكمة يا سيد يبقى الطفل الصغير "
-" الطفل ؟ شوال حكمة ؟ تيجي إزاي دي ؟ "
وقف و نظر من النافذة :" طبعاً ، كلنا لازم نقعد نتفرج على الأطفال كده و إحنا ساكتين و نتعلم . الطفل كائن قادر على تسلية نفسه مهما كانت الظروف . ده لو اتفرجت عليه من بعيد لكن قرب منه كده و حاول تتعرف عليه . جايز ما يأمنلكش في الأول لكن لو عرفك هيحبك من غير حسابات و هيخليك تشاركه في ألعابه من غير الحسابات الغبية للمنافسة و الحقد ده غير إنه هيحكيلك كل حاجة حتى أتفه الحاجات عشان اللي في قلبه على لسانه . أحمل حاجة فية إنه مبياخدش تلقائيته حجة يتكلم فيها بوقاحة لكن اللي في قلبه النقي بينقله لسانه النقي . جايز أقصى صراع ممكن يعملهيبقى على لعبة زينا بالظبط كده إحنا الكبار اللي بنتحارب على أراضي بس الفرق بيننا و بينه إنه لو ما أخدش اللي عايزه ممكن يستسلم و كل اللي بيعمله إنه يعيط شوية و ده حقه عشان ميتكبتش و بعدين بعد ما يحصل اللي يحصل الطفل بيبقى محترف في استخدام نعمة من احلى النعم اللي ربنا أداهالنا ، نعمة النسيان . الطفل بينسى بسرعة عشان كده تلاقيه بيسامح بسرعة ده لو كان زعل أصلاً يعني . المهم بعد كل ده بنتريء على الطفل و سذاجته و إحنا مش عارفين مين الساذج الحقيقي و بغبائنا بننقل له كل اللي نقدر إننا ننقلهوله عشان يكبر و يبقى غبي زينا . بنقتل براءته و إحنا فاكرين إن اللي الطفل فيه ده جهل و بنبقى عايزين ننقله حكمة على أساس إن الحكمة بتساوي وعي فقط مش عارفين إن فيه حسابات تانية للحكمة زي حب الغير . بص مثلاً على السيجارة اللي أنا بشربها ، أديني أنا واعي بها ، هل معنى كده إن أنا حكيم زماني ؟ كلام فاضي . ياريت نتعلم من الأطفال بدل ما نعلمهم " قال هذا ثم عاد إلى جلسته الأولى . فهمت هكذا إنه يريدني أن أذهب . خرجت مصدوماً إلا إنني تعلمت ، تعلمت إننا نشبه هؤلاء اللذين ما أن يجدوا صندوق فيه كنز نقلب محتويات الصندوق و نستخدم الصندوق في تخزين الفحم . يا ليت كلٍ منا يبحث عن أقرب شوال حكمة له و يذهب لينهل منه
-" إزاي حضرتك ؟ "
-" عايز أيه ؟ " لم اندهش كثيراً من هذة المعاملة الجافية فقد اعتدت عليها فسألت على الفور دون تردد :
-" الحكمة ، أنا عايز يبقى عندي الحكمة "
صمت قليلاً ثم التفت لي :" و جاي تسألني ليه ؟ "
-" عشان أنت استاذي و الحياة يا ما علمتك "
ابتسم و نظر لي كثيراً :" مغفل "
-" مغفل ؟؟؟"
-" طبعاً عشان سايب أشولة الحكمة و جاي تسأل واحد زيي فات عليه الوقت إنه يحل السؤال ده "
-" أشولة الحكمة ؟ هم كتير كده ؟ أنا مش طمعان في شوال و أبقى ممنون لو شفت جوينت خفبف كده من الحكمة"
-" تبقى مبتشوفش يا أستاذ " تعجبت فاستكمل :"الأشولة دي تتلاقى بالسهل أوي و مش أي حد باعتها ، ده اللي باعتها هو الكبير ، الكبير أوي "
-" أعذر غبائي و مللي بس ممكن أعرف : يعني أيه شوال الحكمة أو يبقى أيه ؟ "
-" شوال الحكمة يا سيد يبقى الطفل الصغير "
-" الطفل ؟ شوال حكمة ؟ تيجي إزاي دي ؟ "
وقف و نظر من النافذة :" طبعاً ، كلنا لازم نقعد نتفرج على الأطفال كده و إحنا ساكتين و نتعلم . الطفل كائن قادر على تسلية نفسه مهما كانت الظروف . ده لو اتفرجت عليه من بعيد لكن قرب منه كده و حاول تتعرف عليه . جايز ما يأمنلكش في الأول لكن لو عرفك هيحبك من غير حسابات و هيخليك تشاركه في ألعابه من غير الحسابات الغبية للمنافسة و الحقد ده غير إنه هيحكيلك كل حاجة حتى أتفه الحاجات عشان اللي في قلبه على لسانه . أحمل حاجة فية إنه مبياخدش تلقائيته حجة يتكلم فيها بوقاحة لكن اللي في قلبه النقي بينقله لسانه النقي . جايز أقصى صراع ممكن يعملهيبقى على لعبة زينا بالظبط كده إحنا الكبار اللي بنتحارب على أراضي بس الفرق بيننا و بينه إنه لو ما أخدش اللي عايزه ممكن يستسلم و كل اللي بيعمله إنه يعيط شوية و ده حقه عشان ميتكبتش و بعدين بعد ما يحصل اللي يحصل الطفل بيبقى محترف في استخدام نعمة من احلى النعم اللي ربنا أداهالنا ، نعمة النسيان . الطفل بينسى بسرعة عشان كده تلاقيه بيسامح بسرعة ده لو كان زعل أصلاً يعني . المهم بعد كل ده بنتريء على الطفل و سذاجته و إحنا مش عارفين مين الساذج الحقيقي و بغبائنا بننقل له كل اللي نقدر إننا ننقلهوله عشان يكبر و يبقى غبي زينا . بنقتل براءته و إحنا فاكرين إن اللي الطفل فيه ده جهل و بنبقى عايزين ننقله حكمة على أساس إن الحكمة بتساوي وعي فقط مش عارفين إن فيه حسابات تانية للحكمة زي حب الغير . بص مثلاً على السيجارة اللي أنا بشربها ، أديني أنا واعي بها ، هل معنى كده إن أنا حكيم زماني ؟ كلام فاضي . ياريت نتعلم من الأطفال بدل ما نعلمهم " قال هذا ثم عاد إلى جلسته الأولى . فهمت هكذا إنه يريدني أن أذهب . خرجت مصدوماً إلا إنني تعلمت ، تعلمت إننا نشبه هؤلاء اللذين ما أن يجدوا صندوق فيه كنز نقلب محتويات الصندوق و نستخدم الصندوق في تخزين الفحم . يا ليت كلٍ منا يبحث عن أقرب شوال حكمة له و يذهب لينهل منه