Wednesday, August 27, 2008

كنا ثلاثة

مرحبا بكم . أعرفكم بنفسي ، أنا شاب في السادسة من عمري . كان اسمي (أمير) و أقول كان لأن صاحب العمل الجديد حفظه الله يدعوني باسم جديد لا ينادينني إلا به و هو اسم الحمار . أنا أرى إن عنده حق في هذه التسمية و دعوني أشرح لكم وجهة نظري في تأييده . أنا من طبقة فقيرة جدا و كنت أعمل حتى أعول أسرتي و قد شاء الله أن أعمل مساعد لساعي في إحدى الشركات الكبيرة . كان صاحب العمل رجلا كبيرا طيب القلب و كان يوصي لي بما يكفيني أنا و أسرتي في اليوم . كنا نحيا حياة كريمة . ذات يوم ، أخذني والدي و ذهبنا إلى القهوة المجاورة . جلس والدي مع أصدقائه اللذين رحبوا بي لما رأوني داخل معه و عزمني العديد منهم على مشروبات و مأكولات بينما كان هناك واحد منهم يراقبني في صمت طوال الوقت . لما أنتهت الجلسة و هم كل شخص منا أن يذهب إلى حال سبيله ، طلب هذا الغامض من أبي الجلوس معي و قد أطاع أبي في استكانة غريبة . ذهب أبي و جلس معي هذا الشخص معي و أخذ يتحدث معي كثيرا . علمت منه إن اسمه (إدريس) و يعمل حلاقا و إنه صديق والدي منذ فترة و يملك ديون عليه لكن والدي لا يستطيع أن يوفي ما عليه و الحل الآن بيدي . كيف ؟ عن طريق صفقة لطيفة و هي أن أعض اليد التي أطعمتني بأن أسرق دفعات خفيفة و هذا لن يضر رئيس العمل بشيء فهو غني و لن تفرق معه ما أسرقه كما إن هذا سيساعدني أنا أيضا على أن أبني لي كيان فبدلا من أن أحيا اليوم بيومه لابد أن أكون طموحا و أؤسس لنفسي محل حتى أكسب منه و أصير أغنى . كان كلام هذا اللعين مقنعا للغاية حتى إنني بدأت أسمع كلامه و على مدار الأيام التالية ، بدأت أسرق . لكن ذات يوم ، أكتشف الرئيس و رغم حبه لي طردني . عدت إلى الحلاق بخفي حنين لست عالما كيف الآن من الممكن أن أوفي للحلاق ديون والدي لكن الوغد كان جاهزا بحل : أن أعمل عنده صبي في صالونه . و بعد أن كان اسمي (أمير) أصبح يدعوني بحمار . كان يستحل أن يضربني و يهينني متحججا بأنني سارق لا يمكن الوثوق به غير عالما إنه السبب فيما أصبحت أنا عليه . كانت وظيفتي تنحصر في أعمال تافهة مثل أن أجلب الفوطة و أن أمسح ما تساقط من شعر الزبون على وجهه و كان ينتظر أن أخطيء أتفه الأخطاء حتى يهينني . على مدار الأيام ، كان يتردد على الصالون زبائن كثيرة منهم بعض الموظفين الطيبين اللذين يعملون و يحملوا لي مشاعر طيبة محملة بالشفقة و دائما ما كنا ثلاثة : الحلاق ، الزبون و أنا . لم تكن مشاعر الموظفين الطيبة تنفعني في شيء فمازلت كما أنا ، صبي لحلاق في صالون حتى جاء ذلك اليوم . في ذلك اليوم ، جاءنا شاب عليه كل ملامح الفخامة و حنى قفاه للحلاق تاركا أياه يقص من شعره الجميل موجها لي كلام يشبه ما قاله لي الموظفين لكنه أوضح بكثير و لم أكن أعرفه حتى إنني تساءلت إذا كان هذا أحد الموظفين لكن من الواضح إن سلطته كانت أقوى من هذا فأثناء الحلاقة ، شتمني الحلاق حتى أجلب المقص فامره ألا يشتمني فسكت الحلاق و بدأت أشك إن هذا الشاب إنما أتى من أجلي و تأكد هذا الشك و أصبح يقين عندما انتهت الحلاقة . أعطى الشاب حقيبة بها نقود للحلاق فضحك الحلاق مازحا إن الشاب صحيح غني لكن ثمن قصه لشعره لن يكون غاليا هكذا فابتسم الشاب قائلا :" ده مش تمن الحلاقة ، دي الديون اللي على الولد ، أصلي جاي آخده لشركتي تاني" انقلب ضحك الحلاق لتعجب و سأل :" شركتك ؟ هو أنت مين ؟ "مازال الشاب على ابتسامته :"أنا ابن رئيسها"لجمت الصدمة ألسننا أنا و الحلاق
طب ليه حلقت و وطيت راسك ليا ، هكذا كان سؤال الحلاق
عشان ده باقي التمن ، أنت مكنتش عايز فلوسك بس ، أنت كنت عايز تهينه كمان و أنا بكده دفعت الاتنين ، مازال الشاب على ابتسامته الواثقة ثم نظر لي : يللا بينا . و تأبط ذراعي و خرجنا من المحل عائدين للشركة و عدت (أمير) مرة أخرى

2 comments:

J Osama said...

7lwa awiii ya john .. bgd .. w el romoz feha 7lwa w el tashbehat agmal .. msh gded 3alek ya3ni ya batal ...

mina said...

كالعادة